أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - محمد اسليم
عبر عدد من منتجي الزيتون وزيت الزيتون بجهة مراكش آسفي عن تخوفهم من المؤشرات التي تم اطلاقها مؤخرا والتي تتم عن توجه الوزارة نحو دعم استيراد الزيتون لتغطية الخصاص الكبير المسجل هذه السنة بدعوى ضمان إمداد السوق الوطنية، وحماية الإنجازات في أسواق التصدير مع اهمالها قطاع الفلاحة المنتجة لهذا المنتوج الوطني الأساسي. المعنيون اعتبروا لقاء محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بمسؤولي فدرالية مصبرات المواد الفلاحية بالمغرب بداية الشهر الجاري خطوة غير مطمئنة، وأن توجه الوزارة نحو الحلول السهلة المتمثلة في تشجيع استيراد المنتج الاجنبي دقا لآخر مسمار في نعش الفلاح المغربي، مشددين على أن الحوار كان يجب ان يشمل ممثلي هذا الأخير كذلك، مشبهين ما يقع حاليا باستنساخ لتجربة الاضاحي الفاشلة التي استنزفت مبالغ مهمة من أموال دافعي الضرائب دون ان يكون لها اثر واضح على سوق الأكباش بالمغرب.
رشيد، فلاح شاب من اقليم الحوز، وصف اللقاء في تصريح لأخبارنا بوضع "العربة أمام الحصان"، مؤكدا أن النقاش كان من الواجب ان يبدأ من الضيعات الفلاحية قبل المرور للوحدات الصناعية، خصوصا في ظل الوضعية الصعبة التي تعيشها هذه الأخيرة منذ سنوات، والمتضررة اساسا من الجفاف والتغيرات المناخية التي ظهر اثرها بجلاء هذا الموسم الى جانب القروض البنكية التي تغرق العديد من الاستغلاليات الفلاحية في الاقساط المتراكمة وذعائر التأخير. رشيد اعتبر أن تجاهل الوزارة لمنتجي الزيتون سيدفع بكثير منهم نحو الإفلاس، ودعا بالمقابل الهيئات المهنية الممثلة لهم للتحرك لتأطيرهم من جهة ولتوصيل اصواتهم ومعاناتهم للمسؤولين وللرأي العام من جهة ثانية، وايضا للعمل مع من يهمهم الأمر للبحث عن حلول للمشاكل التي بات يعيشها القطاع والتي كان اخرها مع تأخر إزهار الاشجار هذا العام والذي قادنا يؤكد رشيد "ليس الى ضعف المحصول ولكن لسنة بيضاء بالمعنى الصحيح للتعبير".
فلاح اخر هذه المرة من قلعة السراغنة، وأحد الفاعلين المهنيين المعروفين في قطاع إنتاج الزيتون وزيت الزيتون علق على اجتماع الصديقي بممثلي الوحدات الصناعية للمصبرات بالقول: "في الحقيقة انا لا أفهم لماذا تغيب الوزارة الوصية الهيئات المهنية الممثلة لمنتجي الزيتون رغم ان هؤلاء اكتر تضررا من غيرهم، وسبق للعديد من هاته الهيئات المغيبة ان راسلت الجهات المعنية دون استجابة تذكر لحدود الساعة. وفي نظري - يواصل المتحدث - الحلول المقترحة على هامش لقاء 3 غشت ليس فيها ما يخفف او يجبر ضرر المنتجين باستتناء تفعيل عقد البرنامج الذي نسمع به ولانراه في الواقع، واظن ان استيراد الزيتون وتحديد موعد الجني ان كان هنك جني اصلا لايخدم المنتجين علما ان مطالب المهنيين واضحة وصريحة وقد تم توجيهها في مراسلات سابقة لبعض الهيئات المهنية للمسؤولين والتي تبقى لحد الآن صيحة في واد ليس إلا".
فلاح ثالث من قلعة السراغنة دائما شدد على دور الهيئات والاطارات المهنية في الدفاع عن مصالح المنتجين والفلاحة، مؤكدا بالمقابل على ضرورة تفاعل المؤسسات بمختلف مستوياتها مع تحركاتهم، مضيفا أنه لا يعقل ان يتطلب هذا التفاعل كل هذا الوقت من طرقها وبالمقابل كل هذا الصبر من الفلاحين المتضررين... قبل أن يختم بالقول: "أظن انه بات ضروريا في ظل الوضع الصعب الذي نعيشه جميعا فتح باب النقاش والحوار مع الفلاحين والمنتجين والمستثمرين في قطاع الزيتون وزيت الزيتون، بل وفتح حوار وطني سريع وواسع من أجل توحيد الرؤى والنجاح في الوصول الى اجماع وطني حول أولوية هذا الملف وضروريته بالنسبة لنا وايضا بالنسبة للمواطن العادي، للوصول لحلول واقعية ومستدامة وليس التركيز على فئات قليلة في إطار الحلول السهلة والمكلفة لميزانية الدولة".
للإشارة فقد كان مجموعة من منتجي الزيتون بجهة مراكش آسفي سباقين لدق ناقوس الخطر منذ مارس الماضي بخصوص تأخر إزهار أشجار الزيتون هذا الموسم، حيث نبه عدد من الفلاحين الممارسين بأقاليم مراكش، الحوز وقلعة السراغنة إلى تأخر إزهار أشجار الزيتون بضيعاتهم، محذرين من الانعكاسات السلبية لهذا الأمر على محصول الزيتون للموسم الحالي، خصوصا بعد الارتفاع الغير المسبوق الذي عرفته اسعار هذا المنتوج الحيوي برسم الموسم الأخير. وفي سياق متصل، وجهت الجمعية الجهوية لمنتجي الزيتون لجهة مراكش آسفي رسالة في الموضوع نيابة عن منتجي الزيتون بالجهة للمصالح الجهوية لوزارة الفلاحة، تؤكد فيها أن أشجار الزيتون هذه السنة، وبعد السنة الماضية الصعبة، لم تزهر نهائيا ولأسباب مجهولة تؤكد الرسالة، رغم ما عاناه الفلاح من أجل الحفاظ عليها، ما سيتسبب حسبها في إنتاج أضعف من السنة الفارطة، وبالتالي فقدان شغل عدد كبير من الفلاحين وفقدان الشغل لما تبقى من يد عاملة بهذا القطاع بجهة مراكش اسفي، وإتلاف ما تبقى من أشجار الزيتون.
الرسالة نبهت كذلك إلى أن الفلاحين منتجي الزيتون، وبعد معاناة وصبر شديدين وصلوا إلى حافة الإفلاس، خصوصا وأن شجر الزيتون بأنواعه لم ينتج خلال السنة الماضية 2023 سوى عشر منتوجه العادي (10 ٪)، نظرا لتوالي سنوات الجفاف ومشاكل مياه السقي، وهي وضعية أدت إلى ضعف المنتوج، والى إتلاف عدد كبير من أشجار الزيتون خصوصا تلك التي كانت تسقى بمياه المطر والوديان الى جانب صعوبة الاعتناء بما تبقى من تلك الأشجار خصوصا وأن المنتجين لم يستفيدوا من أي قروض أو إعانات في هذا المجال. الجمعية طالبت مصالح الوزارة في ختام رسالتها بوضع مخطط استعجالي لمواجهة الخطر المحدق بهذه الزراعة الوطنية، وايضا لمواجهة الحالة الصعبة لللفلاحين، مشددين على ضرورة ربط الاتصال بالمعاهد الوطنية للأبحاث الزراعية لتحديد الأسباب الحقيقية وبدقة وبشكل علمي لعدم إزهار اشجار الزيتون هذه السنة، والتي يربطها البعض بالجفاف والتغير المناخي، والذي تتضرر منه شجرة الزيتون قبل جميع الأشجار وبالتالي الفلاح المنتج لهذه الغلة المباركة. كما طالبوا بدعم منتجي الزيتون بالأسمدة مجانا وبشكل كاف، مع منحهم إعانات مالية لمواجهة تكاليف الاعتناء باشجار الزيتون والتي تتراوح في الهكتار الواحد بين 25000 و 30000 درهم سنويا، مؤكدين أنه بدون هذه الإعانات لن يتمكن الفلاح من الاعتناء بأشجاره وسيكون مآلها التلف، مع تشديدهم على ضرورة تيسير مساطر استغلال وتعميق الآبار الخاصة بالضيعات الفلاحية للزيتون بتنسيق مع مصالح وزارة التجهيز والماء، علما ان معظم هذه الآبار موروثة عن الآباء والاجداد بدليل أن بعض الأشجار المنتجة تتجاوز 150 سنة. المعنيون طالبوا كذلك بالإسراع بتشييد السدود التلية للحد من كميات المياه الضائعة بعد هطول الامطار، والتي ستساهم بالتأكيد في تغذية الفرشة المائية الجوفية.
عبدو
[email protected]
يظهر ان هؤلاء المسؤولين مصممين على الفشل تجربة استيراد الخرفان لسنتين أظهرت قصور مبادرات في خلق أثر على الأسعار بل عمق المشكل ملايين الدراهم تبخرت ادا أرادت الدولة استيراد فعليها استيراد الزيوت وتحديد أسعارها لتكون في متناول الشعب بأقل من 50 درهم للتر الواحد وبجودة عالية هناك دول لها فوائض يجب أن لا يسند الاستيراد لتجار بل الجمعيات الفلاحية هي من يتكلف بدلك