أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
أظهرت بيانات روسية حديثة أن المغرب يحتل مكانة بارزة في سوق الأسماك المجمدة الروسية، ليصبح ثاني أكبر مورِّد لهذه المنتجات بعد فيتنام، حيث بلغت الكمية التي صدّرتها المملكة نحو 2200 طن خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري.
ويأتي هذا التقدم المغربي ضمن مجموعة واسعة من الصادرات، إذ استوردت روسيا ما مجموعه 10 آلاف طن من الأسماك المجمدة خلال هذه الفترة، 2500 طن منها قادمة من فيتنام التي احتلت المرتبة الأولى.
ويعكس هذا التوجه في التجارة بين المغرب وروسيا تطوراً ملحوظاً في التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث أنه وفي سياق توسيع هذا التعاون، تدرس روسيا والمغرب حالياً إمكانية تجديد اتفاقية صيد الأسماك، التي تسمح للسفن الروسية بالصيد في المياه المغربية، بما في ذلك المناطق البحرية قبالة الصحراء المغربية.
وتشير هذه الخطوة إلى إمكانية اعتراف روسيا بمغربية الصحراء، مما سيمكن من تعزيز العلاقات الثنائية بشكل أكبر، خاصةً في قطاع الصيد البحري، الذي يمثل جزءاً مهماً من الاقتصاد المغربي ويشكل فرصاً هامة للتبادل التجاري مع روسيا، التي تربطها بالمغرب اتفاقيات تجارية في مختلف المجالات تمتد لعقود من الزمن.
ويعتبر المغرب من الدول الرائدة في إنتاج وتصدير النتجات البحرية، حيث بلغت صادراته من هذه المنتجات في عام 2022 أكثر من 800 ألف طن، بإجمالي قيمة تقارب 2.7 مليار دولار.
ويوضح هذا الحجم الكبير من الصادرات مدى أهمية القطاع البحري للاقتصاد المغربي، ودوره كرافد رئيسي من روافد التصدير، كما أن العلاقات التجارية القوية التي يتمتع بها المغرب مع عدد من الدول، بما في ذلك روسيا، تساهم في تعزيز دوره كمصدر رئيسي للمنتجات البحرية في الأسواق العالمية.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه العالم تحديات تجارية ولوجستية متزايدة، إلا أن المغرب يواصل تعزيز مكانته كشريك تجاري موثوق للأسواق الكبرى، خاصةً في مجال المنتجات البحرية والفلاحية.