خبير لـ"أخبارنا" : الجفاف لم يعد مبررا لغلاء الخضر والفواكه

عبر وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، في وقت سابق، عن صعوبة تدبير الثروة الفلاحية في ظل الجفاف الذي يعاني منه المغرب، وقد اشترك معه في هذا مهنيون وفلاحون أيضا، إذ اعتبروا أن ندرة الموارد المائية أثرت على الإنتاج الفلاحي، مما يثير مخاوف من انخفاض المحاصيل الزراعية وارتفاع الأسعار، فلا شك أن الجفاف مسؤول ضعف الإنتاج الفلاحي وارتفاع الأسعار.

وبعد أن شهدت جل ربوع المملكة تساقطات مهمة، يبدو أن منتجي ومصدري الخضر والفواكه، لم يعد مبرر الجفاف يسعفهم لتبرير ارتفاع الأسعار، حيث صرح مصدر مهني بأن ارتفاع أسعار بعض الخضر راجع إلى قلة الإنتاج في الفترة الحالية المرتبطة بموجة البرد التي تعرفها جل مناطق المغرب.

من جانبه، اعتبر المحلل الاقتصادي محمد اعليلوش، أن الجفاف لم يعد مبررًا كافيًا لارتفاع أسعار الخضر والفواكه، خاصة أن الأسواق تشهد مضاربات واضحة تساهم في رفع الأسعار بشكل غير مبرر. فالعديد من الدراسات تؤكد أن هناك عوامل أخرى، مثل الاحتكار وارتفاع تكاليف النقل والتخزين، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في هذا الغلاء.

وأضاف المتحدث في تصريحه لـ"أخبارنا" أن على المغرب في ظل الظروف المناخية الحالية اعتماد استراتيجيات زراعية متطورة لمواجهة ندرة المياه، مثل أنظمة الري الحديثة والزراعة الذكية، مما يضمن استقرار الإنتاج. ومع ذلك، نجد أن بعض الوسطاء والتجار يستغلون الظروف الطبيعية كقلة التساقطات، والبرد والحرارة، كذريعة لزيادة الأسعار وتحقيق أرباح غير عادلة على حساب المستهلك.

وشدد المصدر ذاته، على أن معالجة هذا الوضع لا تقتصر فقط على مواجهة الجفاف، بل تتطلب رقابة صارمة على الأسواق والحد من المضاربة، إضافة إلى دعم المزارعين بالوسائل والتقنيات التي تعزز الإنتاج رغم التحديات المناخية ؛ مؤكدا لـ"اخبارنا" أن تحقيق العدالة في الأسعار مسؤولية مشتركة بين الدولة والمنتجين والمستهلكين لضمان استقرار السوق وحماية القدرة الشرائية للمواطنين.