هذه كواليس لقاء أخنوش بالوزيرة الأولى لجمهورية الكونغو الديمقراطية

كواليس ترؤس أخنوش لاجتماع اللجنة الوزارية لقيادة إصلاح منظومة الحماية الاجتماعية

أبرز ما قاله مدرب الجيش فيلود بعد الفوز على الرجاء في العصبة الإفريقية

مدرب الرجاء سابينتو يبرر الخسارة أمام الجيش الملكي

تكريم وجوه فنية في ختام فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

بنحليب يقوم بحركة غريبة لحظة دخول لاعبي الجيش أرضية الملعب

أجندة القضاء على اللغة العربية في المدرسة المغربية

أجندة القضاء على اللغة العربية في المدرسة المغربية

أخبارنا المغربية

 

بقلم : عبد الله النملي

في خطوة مثيرة للجدل، أقدم وزير التربية الوطنية المغربي على إصدار مذكرة إلى مدراء الأكاديميات الجهوية يدعوهم للشروع في تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية بداية من الموسم الجاري في مادتي الرياضيات والعلوم الفيزيائية، كما تقرر ابتداء من الدخول المدرسي المقبل 2016 _ 2017 تدريس مادتي الرياضيات والعلوم الفيزيائية باللغة الفرنسية، بالنسبة إلى الجذع المشترك والأولى باكالوريا، بشعبتي العلوم والتكنولوجيات الميكانيكية، والعلوم الكهربائية. كما نصت المذكرة على التدريس بالفرنسية في السنة الثانية باكالوريا، بمسلكي العلوم والتكنولوجيات الميكانيكية، والعلوم والتكنولوجيات الكهربائية. وطالبت المذكرة بتعميم هذه الإجراءات على المؤسسات الثانوية التأهيلية، العمومية والخصوصية، معتبرة أن هذا الأمر يأتي تصحيحا للاختلالات التي تعرفها المنظومة التعليمية.

مذكرة بلمختار هذه، تعد انقلابا حقيقيا على كل دساتير المملكة، حيث حضرت العربية كلغة رسمية في المغرب منذ دستور 1962 ودستور 1996 ، ثم جاء دستور 2011 ليؤكد على الطابع الرسمي، من خلال تأكيد الدولة على حماية وتطوير اللغة العربية وتنمية استعمالها. والغريب في الأمر، أن الفرنسية التي تدعونا المذكرة لاستعمالها في تعليمنا، تأتي في الترتيب التاسع عالميا من حيث عدد المتكلمين بها، فيما تتقدم عليها العربية التي تحتل المرتبة السادسة، ناهيك عن أن فرنسا متأخرة على مستوى التعليم مقارنة بدول الإتحاد الأوربي، وأفضل جامعاتها وصل بالكاد إلى الرتبة 37، علاوة على ذلك تخالف هذه المذكرة البرنامج الحكومي المعلن للمغاربة، والذي لا توجد فيه فرنسة للتعليم ولا نكوص عن التعريب.

إن مذكرة بلمختار خطوة انفرادية صادمة للمغاربة، تتعارض كلية مع الرؤية الإستراتيجية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين، والتي نصت على أن اللغة العربية هي لغة التدريس الأساس مع إمكانية اعتماد الفرنسية أو الإنجليزية لتدريس بعض المجزوءات داخل المادة الواحدة. وقد جاءت هذه المذكرة بعد الدعوة "العيوشية" لاعتماد العامية لغة للتدريس، وما أثارته من نقاشات، أخرجت معها سياسيين ومفكرين كبارا منتصرين للغة الضاد. كما تأتي بعد أن تفجرت في الساحة العمومية قضية تعميم الباكالوريا الدولية الفرنسية على مختلف النيابات التعليمية. وبالتزامن أيضا مع الحملة التي امتدت على اللغة العربية لتبلغ مداها مع الأجندات الداعية لفصل المغرب عن الأمة العربية، وسحب عضويته من جامعة الدول العربية، وتغيير مسمى المغرب العربي، علاوة على الحروب التي تشنها جهات معادية للغة الضاد، تمثل حزب فرنسا بالمغرب. وهي حروب يوظف فيها أصحابها العامية واللغة الفرنسية لغزو معاقل اللغة العربية. وقد أصدر الائتلاف الوطني للغة العربية بيانا، اعتبر فيه أن هذه المذكرة تشكل " تهديدا حقيقيا للأمن التربوي واللغوي للمغاربة، واستهزاء بقيمهم وتوافقاتهم المجتمعية والدستورية"، كما أعلن عن رفضه " المطلق لهذه المذكرة التي ترهن مستقبلنا التربوي بقرارات انفرادية ومزاجية"، معتبرا إصدار المذكرة " خرقا سافرا للنص الدستوري وتجاوزا للنقاش التربوي الجاري في لقاءات ومشاورات المجلس الأعلى للتربية و التكوين والبحث العلمي"، داعيا الحكومة " إلى إلغاء المذكرة واحترام المقتضيات الدستورية وهوية المجتمع المغربي..".

مذكرة بلمختار لم تأت من فراغ، ذلك أن مؤسسات دستورية ببلادنا، لازالت مجمدة منذ سنين، من قبيل المجلس الوطني للغات والثقافة، وأكاديمية محمد السادس للغة العربية، حيث يلاحظ أن المغاربة يركضون، على نحو مفجع صوب تعلم اللغات الأجنبية، بينما تتسارع معدلات هجرتهم للعربية، حتى أن إهانة العربية والحط من شأنها أصبح سلوكا عاما في المجتمع. ولعل إنشاء جمعيات وائتلافا وطنيا  لحماية اللغة العربية بالمغرب، لا يعني سوى أن لغتنا الرسمية بنص الدستور، موشكة شأنها شأن الحيوانات الناذرة، على الانقراض، حيث أصبحت اللغة العربية غريبة في عقر دارها، يُريدون جَعْلها على وشك الرحيل إلى مُسْتَودعات الذاكرة. كيف لا يحدث ذلك، ولازال بيننا من يدافع عن النشاز وينتصر للغة الأجنبي. وعندما تدخل بعض الإدارات تكاد لا تجد وثيقة واحدة مكتوبة بالعربية.

لقد أصبحت هيمنة اللغة الفرنسية مُعطى ملموسا بالمغرب، لدرجة يشعر المرء وكأنه في ضاحية باريسية، إذ لا تزال أغلبية الإدارات تتعامل باللغة الفرنسية، في الكتابة والمراسلات والتعاقد وصرف الأجور والمعاشات، بل حتى الجريدة الرسمية تصدر باللغة الفرنسية مع الطبعة العربية، والخُطَب والتقارير التي تُحدد الاختيارات الكبرى تُحرر بالفرنسية ثم تُتَرجم إلى اللغة العربية، وحتى المستشفيات والبنوك لا نجد فيها أثرا للغة العربية. ومن ملامح تلك الغُربة، تلك الكثرة الملحوظة من الأسماء الأجنبية على واجهات المحلات والمقاهي والشركات، والملصقات واليافطات التي تعلق في الأماكن العامة باللغة الفرنسية، في خرق سافر لمقتضيات الدستور التي تنص على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية إلى جانب الأمازيغية.

بدوره الخطاب الإعلامي يضر باللغة العربية أكثر مما يخدمها، حيث يُلاحظ أن إهانة العربية أصبح ظاهرة عامة، بدءا بالتمكين للغة الفرنسية، والكتابة والتعليق بالعامية في المقالات والبرامج التلفزية، فضلا عن أن المُعلنين لا يُبالون بالفصحى، ولا يكترثون باللغة التي يظهر بها الإعلان، لأن كل اهتماهم منصب على مدخوله. ورغم كل مميزات اللغة العربية الفصحى، فإن بعض المتحدثين يُصرون على إلغاء التكلم بها، بل نجدهم يتحدثون عبر التلفاز بالعامية، بدعوى أنها لغة التراث والأصالة. وكم من مسؤول حكومي يُحدث المواطنين في شأن عام يهمهم، وبدل الاستماع إليه مباشرة يتم اللجوء إلى التعليق والترجمة !! . وكم من موظف سام يشرح لوحة باللغة الفرنسية، وعندما تقترب الكاميرا ترى المواقع التي يتحدث عنها وهي مكتوبة باللغة العربية !! . وبعد تحرير المجال السمعي البصري في المغرب، وظهور الإذاعات الخاصة، نجد غالبية هذه الإذاعات تعتمد العامية أو الفرنسية كلغة للبث.

لقد حدث غير ما مرة أن غابت وسيلة التواصل بين الأقدمين والمتأخرين باندثار لغات الأولين. اختفت اللغة المصرية القديمة، ومعها أسرار الحضارة الفرعونية، فوقف المصريون المعاصرون، ينظرون طويلا لتراث أجدادهم مُندهشين، إلى أن نجح علماء الآثار في فك طلاسم الهيروغليفية. وقد تكررت في أيامنا هذه عدة شواهد بالمغرب تنذر بنتيجة مشابهة، قد تحل بلغة الضاد، فتمسي مجرد مادة للبحث على أجندة علماء الآثار. من هذه الشواهد مذكرة بلمختار لتطوير منظومتنا التربوية، ظاهرها الحرص على الرقي بتعليمنا، وباطنها التبعية للمستعمر والقضاء على اللغة العربية بالمدرسة المغربية. إنها مذكرة تتساوق عن قصد أو عن جهل مع ما تصبو إليه الليبرالية المتوحشة التي تدمر في طريقها كل شيء، ألم يُحذرنا ماكس فيبر عندما قال: نحن نعيش في زمن نزع القداسة عن الظواهر كافة، بهدف خلق جيل هجين. لذلك أصبحت مسؤوليتنا كبيرة في هذا الزمن الذي أضحت العربية فيه، حبيسة بعض الخطب الدينية والسياسية وفي نشرات الأخبار بتقاعس أهلها وليس لعيب فيها، غريبة أو تكاد، وغَدَت في مَسيس الحاجة إلى من يدفع عنها الهجمات التي تتعرض لها.

 

 

 


عدد التعليقات (7 تعليق)

1

كريم

ولو في الصين

مامعنى ان يدرس التلميد في التانوي المواد العلمية بالعربية وعندما يحصل على البكالورية يجد العلوم تدرس في الجامعة بالفرنسية اليس هدا احباط ووضع العصا في عجلة التعلم وسبب حقيقي وراء الهدر الدي يتفاقم بالتعليم الجامعي طلب العلم هو حق من حقوق الانسان وليس من حق من يدفع اكتر ولديه الامكانات المادية ان يضع العراقيل في وجه الفقراء لمنعهم من حق التعلم اما العربية او الفرنسية او الانجليزية فمتيري هدا الموضوع قصدهم اتارت القلاقل والاصطياد في الماء العكر وليس همهم الدفاع عن اللغة العربية قال رسول الله (ص) اطلبوا العلم ولو في الصين اي بالصينية

2015/11/15 - 06:57
2

حميدات سعيد

التعليم

تعليم الطبقات الشعبية هو المستهدف وليس اللغة في إطار تعليم النخبة التي جعلوها محددة في تعليم أبناء الأعيان في المعاهد والبعثات الأجنبية اما تعليم أبناء الشعب فهناك مخطط منذ السبعينيات وضع للقضاء على المدرسة العمومية والحيلولة دون وصول أبناء المواطنين البسطاء الى مراكز القرار وحجزها فقط لابناء الطبقة النافذة التي تلقى ابناءها التعليم في المدارس والبعثات الأجنبية .هذا هو واقع التعليم اليوم وحقيقة تتاكد عبر الحالة والتخبط والارتجال المقصود الذي يطبع قطاع التعليم العمومي

2015/11/15 - 09:22
3

عبودي

والله لن يفلح قوم اضاعوا هويتهم. وبمادا نفعت الفرنسية المغرب مند الاستقلال الى يومنا هدا . لاشي فلا زال المغرب كما هو في ادنى المراتب سواء في التعليم او في الصحة وغيرهما من مجالات ومرافق هامة. ان الدي يضر بالواقع الحالي لمؤسسات الدولة ويقودها الى الانحطاط والتموقع في ادنى المراكز هو تعيين مسؤولين دون المستوى لتسيير القطاعات المهمة في البلاد.

2015/11/15 - 12:30
4

Enseignante concernée

je suis tout à fait d'accord avec l'étudiant Ismail. L'arabe est notre première langue puisqu'on est un pays arabe avant tout et le français est une langue d'enseignement de certaines matières, difficile voire impossible d'arabiser au supérieur. Il aurait été idéal que les matières scientifiques soient enseignés en anglais mais la non qualification du corps enseignant rend ce projet irréalisable dans le court et moyen terme. Arrêtez donc s'il vous plait de blâmer tout et n'importe quoi et applaudissez cette initiative que je trouve, professeur de matière scientifique que je suis, a trop tarder avant de voir le jour ne serait ce que pour atténuer les difficultés énormes que rencontre les pauvres élèves au supérieur aussi brillants soient ils

2015/11/15 - 02:49
5

اسماعيل

طالب يدرس الهندسة الكهربائية

كتقولوا خرق للقوانين و نسف العربية ووو حيتاش مقريتوش نتوما الماط و الفيزيك بالعربية و طلعتوا من مور الباك ووليتو تقراوهم بالفرونسي و النيفو ضعيفاكشي علاش كتهضرو من المفروض تتقرا جميع المسالك العلمية بجميع انواعها باللغة الفرنسية من الاولى باك ولا ردو لينا التعليم الجامعي بالعربية

2015/11/15 - 04:11
6

عبد العزيز

خليهم اسي اقروي بالفرنسية .فين كنت هدي40مقريتي في الجامعة بالعربية ولا بحرى تحلو عينك مامعمك وصلت الجامعة يمكن،

2015/11/17 - 01:43
7

سعاد

قرار الضياع

الشيء المثير للعجب هو كيفية إصدار مثل هذه القرارات التي تلعب بمستقبل ملايين الشباب، فالسؤال المطروح هو هل هذا المسؤول درس بجدية هذا القرار وعرف سلبياته وإيجابيته على الدارسين وهل يعقل أن نأتي فجأة والتلميذ في سنته الأولى أو الثانية بكالوريا وهو بالكاد يعرف الأرقام بالفرنسية ونفرض عليه قرارا مثل هذا. ففي نظري تطبيق هذا القرار وبدون أي تمهيد وبهذه الطريقة هو حكم على أولاد الشعب بالضياع الكلي والفاهم يفهم .

2015/11/17 - 07:44
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات