المغرب يسجل حضورا قياسيا وغير مسبوق في معرض الشارقة الدولي للكتاب وينال إشادة عالية من الزوار

ممرضو الغد... ينظمون وقفة احتجاجية بالدار البيضاء ويطالبون بالتعويض عن التداريب وعدم خوصصة القطاع

حملة مراقبة صحية صارمة صارمة للمحلات التجارية والمطاعم بطنجة

مفتقر: اختيار المغرب ضيف شرف للمعرض الدولي للكتاب بالشارقة فخر كبير لنا

انتفخ جسده قبل وفاته.. مطالب بفتح تحقيق في وفاة طفل بالمستشفى الجامعي محمد السادس

انعقاد الاجتماع الدوري للخلية المحلية للنساء والأطفال ضحايا العنف بوجدة

إعفاء نائبة التعليم بالحوز والنقابات تطالب بمتابعتها وإيفاد لجنة للتحقيق 60 في المائة من تلاميذ الم

إعفاء نائبة التعليم بالحوز والنقابات تطالب بمتابعتها وإيفاد لجنة للتحقيق  60 في المائة من تلاميذ الم

عزيز العطاتري

في خطوة أنهت حالة الاحتقان والاحتجاجات التي عاشها الوضع التعليمي والتربوي بمنطقة الحوز، أقدمت وزارة التربية الوطنية، صباح يوم الجمعة الماضي، على إعفاء النائبة الإقليمية

لوزارة التربية الوطنية بمنطقة الحوز، نادية عزيز، وتنصيب عبد الجليل معروف، مدير المركز التربوي الجهوي بأسفي. وحضر حفل التنصيب محمد المعزوز، المدير الجديد للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش وبعض النقابيين، وأطر وموظفين من قطاع التربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز، في الوقت الذي لم تتم فيه معرفة المنصب الذي ستتقلده النائبة السابقة.
وقد أتى هذا «القرار» لينهي حالة الإضرابات التي شهدتها نيابة الحوز مع بداية الموسم الدراسي الحالي، والتي جعلت الوضع التعليمي والتربوي بنيابة الحوز يتجه نحو «السكتة القلبية» التي أضحى يتخبط فيها نظرا لحالة الشد والجذب بين النائبة المعفاة وأربع نقابات، هذه الأخيرة التي هددت بمسيرة إلى عمالة الحوز من أجل وضع الملف بين يدي المسؤولين ووضع حد لما اعتبروه «تجاوزات» النائبة في تسيير القطاع.
وقد عمدت السلطات الأمنية أكثر من مرة إلى ضبط الوضع، الذي أضحت تعيشه المؤسسات التعليمية نتيجة الإضرابات التي قادتها كل من الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والجامعة الوطنية للتعليم، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، والنقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الحرة للتعليم، التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، مما ينم عن مستوى التردي، الذي أضحى يتخبط فيه الوضع التعليمي بالمنطقة.
وفور تعيين معروف أستاذا بالمدرسة العليا للأساتذة بمراكش، عقدت النقابات الأربع لقاء قررت في بيان صادر عنها المطالبة بمتابعة النائبة السابقة و«كل من ساندها في الجرائم التي ارتكبت في حق نساء ورجال التعليم وفلذات الأكباد». كما طالبت النقابات في البيان الذي توصلت «المساء» بنسخة منه بإيفاد لجنة افتحاص لـ«التدقيق في الهدر المالي والمادي والاختلالات العميقة، التي تعيش على وقعها مصلحة الحياة المدرسية بالنيابة»، قبل أن تتمنى قرار إعفاء النائبة، معتبرة ذلك أمرا «ينم عن السياسة الإصلاحية الحقيقية».
هذا ويبدو أن العرض «الصادم»، الذي تقدم به محمد المعزوز، مدير أكاديمية التربية والتكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز منذ حوالي شهر أمام  محمد امهيدية، والي الجهة  وعمال الأقاليم والمدن بالجهة هو غيض من فيض ما اعتبره مدير الأكاديمية «الاختلالات»، التي تطبع قطاع التعليم بجهة مراكش تانسيفت الحوز. فحسب معطيات استقتها «المساء» من فاعلين بإقليم الحوز، فإن عددا من المؤسسات التعليمية الابتدائية  بالمناطق الجبلية تعرف إلى حد الآن خصاصا مهولا في عدد الأساتذة، يقدر بـ51 أستاذا بعد عملية الضم، التي باشرتها نيابة الحوز لعدد من المستويات الدراسية، في الوقت الذي تعرف فيه هذه النيابة فائضا من الأطر التعليمية، يصل إلى 164 أستاذا، في مفارقة غريبة لا يعرف خباياها إلا الفاعلون في القطاع، لكن يكتوي بنارها آلاف من تلاميذ الإقليم.
وقدرت  مصادر «المساء» الرقم الحقيقي للخصاص، في حالة عدم ضم المستويات التعليمية بـ200 أستاذ ابتدائي. وأكدت أن مجموعات مدارس «إسوال» و«إيجوكان» و«ثلاث ينعقوب» و«أغبار» و«إغيل» و«أنمر» الواقعة بأعالي الجبال تشكل نماذج صارخة للخصاص الحاد في أساتذة التعليم الابتدائي بإقليم الحوز، مما يعني أن حوالي 60 في المائة من تلاميذ هذه المناطق الجبلية الوعرة لا يتلقون دروسهم بانتظام. وفي هذا الإطارو أفاد مصدر أنه بمجموعة مدراس «إسوال» هناك تلاميذ تلقوا منذ بداية الدخول المدرسي درسا تربويا واحدا. ودعا المصدر جميع المتدخلين في القطاع التربوي بالإقليم  إلى التفكير بجدية في مصلحة أزيد من 79 ألف تلميذ بالمستوى الابتدائي، خصوصا أولئك الذين يقطنون في المناطق الجبلية الوعرة بإقليم الحوز.
ولا تقتصر هذه الاختلالات على تدبير الزمن المدرسي  بالمؤسسات التربوية، بل إن البنايات المهترئة للمدارس تعكس واقع التعليم بإقليم الحوز، فـ85 في المائة من أقسام هذه المؤسسات البالغ عددها 712 مؤسسة تعليمية ما بين مركزية وفرعية، هي عبارة عن «أقسام مفككة»، منها 100 قسم غير صالحة تماما للدراسة، وتهدد حياة التلاميذ.
وليس حال بناية نيابة التعليم بإقليم الحوز أفضل من حال المؤسسات التعليمية، فالبناية تبدو اليوم مهترئة، وفي حاجة إلى التدخل لتجديدها، حتى تظهر بمواصفات الإدارة الحديثة، وفي الوقت الذي يبذل فيه حوالي 20 موظفا بالنيابة جهودا معتبرة للحفاظ على سير العملية التعليمية بالإقليم، فإن بعض الموظفين يبدو أنهم «غير معنيين» بالبرنامج الاستعجالي، الذي انخرطت فيه وزارة التربية والتعليم، تؤكد مصادر «المساء»، كما أن هذه النيابة لا تتوفر على رؤساء عدد من المصالح.
وأجمعت المصادر المتحدثة على ضرورة الحزم في التدخل لمعالجة الاختلالات البنيوية التي يعشيها قطاع التعليم بإقليم الحوز، وعدم التسامح مع كثير من المظاهر السلبية، التي رصدها مدير الأكاديمية في كلمته التي شرّحت واقع التعليم بجهة مراكش  تانسيفت الحوز أمام والي الجهة والعمال، وهي المظاهر التي  يعكسها اليوم واقع حال القطاع بالجهة عموما وبإقليم الحوز خصوصا.
وخصت هذه المصادر بالذكر الرخص المرضية، التي وصلت في السنة الماضية، حسب عرض مدير الأكاديمية، إلى 65588 شهادة، تقدم بها أساتذة المستوى الابتدائي. ودعت ذات المصادر إلى تفعيل لجان التفتيش والمراقبة داخل مصالح النيابة، وفي المؤسسات التعليمية، لتقويم الاختلالات التربوية.

  • المساء التربوي


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات