أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية- ياسين أوشن
قرارات تلو أخرى شرع شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في اتخاذها منذ استوزاره على رأس القطاع، مُخلفةً موجة استياء عارم في صفوف خريجي الجامعات المغربية ممن تجاوزوا سن الـ30، أو من لم يحالفهم الحظ للحصول على الإجازة بميزة جيدة، انتهىت بخروج المتضررين إلى الاحتجاج ورفع الشعارات الرافضة لقرارات المسؤول الأول عن القطاع.
بنموسى زاد الطين بلة لما أكّد، خلال اجتماع لجنة التعليم بمجلس النواب أمس الأربعاء، أنه سيتم إقرار مسلك جديد من أجل انتقاء المتفوقين من التلاميذ عقب حصولهم على البكالوريا، ما يطرح سؤال مصير الدراسات الأساسيات في الجامعات المغربية ومآل خريجي هذه الشعب الجامعية.
خالد بكاري، أستاذ بالمركز الجهوي للتربية والتكوين في الدار البيضاء وناشط حقوقي، يرى أن "هذا التوجه الحكومي ليس جديدا وأن هذه الخطوة كانت منتظرة"، مؤكدا أن "الرؤية الاستراتيجية التي وضعها المجلس الأعلى للتربية والتكوين، وكذلك القانون الإطار الذي تمت المصادقة عليه في حكومة عبد الإله بنكيران، يوضحان أن التوجه الرسمي سيعمد إلى استثناء الإجازات الأساسية من مباريات توظيف أطر الأكاديميات والاقتصار، فقط، على الإجازة في علوم التربية".
وزاد بكاري، في تصريح خص به موقع "أخبارنا"، أن "ما عطّل تنفيذ هذا القرار هو كون خريجي علوم التربية لا يتجاوز عددهم 2000 فرد؛ هذا الرقم لا يصل إلى العدد المطلوب والمقدر بزُهاء 15 ألف منصب، لهذا تم السماح للحاصلين على الإجازات الأساسية باجتياز هذه المباريات".
الأستاذ بالمركز الجهوي للتربية والتكوين في الدار البيضاء أوضح، كذلك، أن "هذا التوجه سيطرح إشكالا في الإجازات الأساسية؛ سواء في مسلك الآداب والعلوم الإنسانية أو العلوم الطبيعية، على اعتبار أن من سيحصلون على نقاط جيدة في البكالوريا لن يختاروا هذه الشعب التي بات مستقبلها في كف عفريت؛ بل سيلجؤون إلى المدارس العليا أو كليات علوم التربية لضمان الشغل مستقبلا".
"هذا الوضع سيُفقد لكليات الآداب والعلوم والحقوق جاذبيتها. كما سيؤدي إلى صعوبة العثور على أطر مستقبلا تتملك السؤال النقدي والمعرفة، لاسيما في ميادين الآداب والعلوم الإنسانية، وسينعكس هذا الأمر سلبا على قطاع التربية والتكوين"، يبرز بكاري قبل أن يردف أن "السنوات المنصرمة كان لدينا خريجون متمكنون من المعرفة الأكاديمية، وينقصهم فقط التأطير البيداغوجي وتقنيات التواصل".
وتابع الأستاذ ذاته أن "اعتماد الإجازة في علوم التربية اليوم قد يمكننا من الحصول على خريجين يتملّكون الأدوات البيداغوجية والديداكتية والتواصلية، لكنهم سيكونون متوسطين من حيث تملّك المعرفة الأكاديمية"، مشيرا إلى أن "المقاربة القائمة على أن اعتماد 3 سنوات في التربية وسنتين في المراكز الجهوية ستعطينا موظفين أكثر جودة ليس الحل الوحيد لتجويد المنظومة التربوية؛ إذ إن تصحيح مسارات التكوين الجامعي في الإجازات الأساسية كان يمكن أن يثمر لنا خريجين متملكين للمعرفة الأكاديمية"، خالصا إلى أن "سنتين في المراكز الجهوية كافية لتدارك النقص المرتبط بالجانب البيداغوجي والديداكتيكي لدى هذه الفئة من خريجي شعب الإجازات الأساسية".
Sa
جدل بزنطي جديد
هل علوم التربية هي مفتاح التعليم؟ ام هل التكوين الاكاديمي في العلوم هو الحل؟ ام هل البيضة خلقت قبل الدجاجة، ام الدجاجة اولا؟ ويبقى الجدل قائما لأجيال ينهشها الجوع والجهل، جوعى لجهلهم ام جهال من جوعهم؟ لو ارسلنا تلاميذنا الى معلمي الصناع وفقهاء المساجد، لعاشوا مكتفين وعالمين وواعين بما يصلح لهم، لكن فضلنا القضاء على التعليم الموروث وسميناه بالعتيق لانقاص قيمته، وقوضناه ببرامج وزارة الأوقاف لسحقه، بل واغلقنا مدارسه لحفظ التلاميذ من الانهيار بدل تأسيس مدارس جديدة، وتمويل المدارس منذ قرون على عاتق المواطنين....