أخبارنا المغربية
جواد التويول :
أثار إطلاق وزارة التربية الوطنية مؤخرا لمنظومة "مسار"، وهي برنامج معلوماتي يتوخى اعتماد تطبيقات تكنولوجية في التدبير المدرسي، جدلا في الأوساط المدرسية وتباينت مواقف التلاميذ ومدراء عدد من المؤسسات التعليمية منه ، بين رافض ومرحب .
فعدد من التلاميذ والمشرفين التربويين يرون أن البرنامج سيواجه "إكراهات لوجستيكية" في عملية تطبيقه بفعل عدم قدرة بعض المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني على اسيتعاب رسالته والإسهام في إنجاحه نظرا لافتقارها للحد الأدنى من الشروط التقنية الضرورية لتنزيله على الوجه المطلوب (غياب الربط بشبكة الانترنيت، الافتقار للحواسيب، وصعوبة العمل بالمحتوى الإلكتروني عند بعض مديري ومديرات المؤسسات التعليمية).
يقول (إدريس .غ) مدير مؤسسة تعليمية ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه ومنذ بداية تفعيل البرنامج، وأطر الإدارة التربوية في سباق مع الزمن وبوسائل وإمكانيات تقنية بسيطة، إذ كثير من هؤلاء يواجهون صعوبة في الولوج إلى بوابة الخادم المركزي للوزارة، بسبب ضعف صبيب الأنترنيت أو انعدامه أحيانا في بعض المناطق وخصوصا النائية منها و كل هذا على حساب مهامهم التدبيرية والتواصلية الأخرى التي من المفترض أن تقوم بها هذه الأطر لضمان السير العادي للدراسة.
ويضيف هذا المدير أن الأطر التربوية المعنية أصلا بتطبيق هذا البرنامج المعلوماتي ، خاصة ما يتعلق بالمراقبة المستمرة ، تجهل تطبيقاته ومحتواه الإلكتروني، و لم تستوعب حتى اللحظة جدواه إلى جانب افتقار عدد من هذه الأطر لمهارات الاشتغال على الحاسوب.
وقال "سنواجه متاعب كبيرة في تطبيق هذا البرنامج وتفعيله، بسبب عدم تكليف الوزارة الوصية نفسها عناء تعميق التكوين وتبسيط الإجراءات والمشاورات مع هيئة الإدارة التربوية لمعرفة الصعوبات والإكراهات ذات الصلة لاسيما بالعالم القروي، والمتمثلة في غياب الربط بالشبكة الهاتفية والأنترنيت، وعدم قابلية العديد من المشرفين التربويين على الفهم الدقيق لتطبيقات البرنامج".
أما (محمد. ت) وهو تلميذ بثانوية بالرباط، فيرى أن تطبيق هذا البرنامج المعلوماتي، أجج غضب التلاميذ لأن الوزارة عمدت إلى تفعيله دون إشراك التلميذ الذي يعد شريكا أساسيا في المنظومة التعليمية ، فعوض أن تأتي وتطبقه على حين غرة، كان عليها أن تطلقه مثلا تزامنا مع الدخول المدرسي و"نحن إلى حدود اليوم ما زلنا نجهل الكثير عن أهدافه ومغزاه، إذ لا نعرف حتى النقط التي ستحتسب، بما فيها نقط الاستيعاب داخل الفصل مثلا، كما أننا لا نملك أية معلومات مؤكدة من طرف الإدارة بشأن هذا البرنامج".
ويضيف (محمد.ت) أن تطبيق هذا البرنامج، "ستواجهه إكراهات أخرى، من قبيل سهولة اختراقه وتعرضه للقرصنة خاصة ما يتصل بتعديل النقط، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد"
وكانت الفدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات التلاميذ بالمغرب قد سجلت في بلاغ لها عدة ملاحظات حول الموضوع همت أساسا عدم إشراك المعنيين بالأمر (متعلمات متعلمين و أسرهم، فاعلين تربويين و إدرايين) في مختلف مراحل المشروع وعدم ملاءمة الفترة الزمنية للشروع في تطبيقه و بشكل مفاجئ (مباشرة بعد انتهاء اختيارات الأسدس الاول) وغياب خطة تواصلية ناجعة حول البرنامج.
وطالبت الفدرالية بالتعجيل باستكمال حلقات إرساء منظومة "مسار" على مستوى الأكاديميات الجهوية للتربية و التكوين والنيابات الاقليمية و المؤسسات التعليمية و تعليق العمل بمكون التقويم التربوي في منظومته إلى حين توفير شروط نجاحه وانخراط الجميع فيه عن وعي و مسؤولية عبر وضع وتنفيذ خطة تواصلية ناجعة و ضامنة للحق في الوصول إلى المعلومة للمعنيين بالأمر- و كذا توفير الشروط اللوجيستيكية والتكوينية الضرورية لكافة الفاعلين التربويين والإداريين من أجل حسن تطبيقه.
لكن في المقابل، يؤكد (خالد.س) وهو مدير مؤسسة تعليمية بالقنيطرة أن تفعيل هذا البرنامج وإن جاء متأخرا بعض الشيء، إلا أنه يعد "نقلة نوعية" في مجال الانتقال نحو اعتماد التكنولوجيا الحديثة ومواكبة التطورات التقنية ذات الصلة على الصعيد العالمي.
ويضيف خالد إن تطبيق هذه المنظومة، وإن "كان سيزيدنا متاعب جمة في عملية جمع النقط ومسكها وتحديد مواعيد الامتحانات وفترات الفروض المحروسة، إلا أنه سيسهم حتما في الرقي بالتدبير المدرسي، بفعل الاعتماد على تطبيقات الحاسوب وترسيخ مبدأ الشفافية وإطلاع أولياء التلاميذ ومواكبتهم لجهود أبنائهم في التحصيل الدراسي".
وفي السياق نفسه، تعتبر (إلهام. ع) وهي تلميذة بإحدى المؤسسات التعليمية بطنجة، أن تطبيق منظومة "مسار" لن يؤثر في شيء في مستوى التحصيل الدراسي للتلاميذ، فقط عملية ضبط نقط المراقبة المستمرة كانت تتم عبر المحتوى الورقي والآن ستصبح وفق تطبيقات الحاسوب".
وتساءلت إلهام "في عالم اليوم عالم شبكات التواصل الاجتماعي، والإدارة الإلكترونية، ما العيب في اعتماد نظام إلكتروني في التدبير المدرسي يساير التطور الحاصل على المستوى العالمي ¿"، معربة عن اعتقادها بأن الضجة التي أعقبت إطلاق هذه المنظومة "مردود عليها"، لأن التلاميذ المجتهدين والنجباء "لن يؤثر عليهم هذا في شيء بل بالعكس سيعزز تواصلهم مع أسرهم في الاطلاع المباشر على نقطهم وغيابهم وتحصيلهم الدراسي".
وكان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني السيد رشيد بلمختار قد أكد أن برنامج "مسار" نظام معلوماتي يتوخى إدماج تكنولوجيا الاتصال في المنظومة التربوية وإرساء مبدأ الحكامة في تدبير النظام المدرسي.
وأوضح الوزير في حديث أجرته معه وكالة المغرب العربي للأنباء، أن "مسار" مشروع وطني متكامل يروم جعل المؤسسة التعليمية في قلب اهتمامات قطاع التعليم المدرسي وتعزيز دور الحكامة في النظام التربوي، عبر توفير قاعدة معطيات وطنية شاملة توفر إمكانية التتبع الفردي للمسار الدراسي للتلاميذ، ومواكبة جهودهم وتحصيلهم الدراسي، ومسك نقط مراقبتهم المستمرة.
وأشار السيد بلمختار إلى أنه تم تنزيل مكونات برنامج "مسار" وفق مقاربة تشاركية تعتمد على مبدأ التدرج، حيث سعت الوزارة إلى تجريبه قبل تعميمه وتسهيل اندماجه ليستوعب البرامج المعلوماتية السابقة والحالية في افق انفتاحه على عالم التكنولوجيا والمعرفة الرقمية بما يفيد المصلحة العليا للتلاميذ.
أستاذ
التقليد الأعمى
للأسف هذا حال العرب هو التقليد الأعمى. هناك من سمع أن مايكروسفت لها مشروع(مسار) للتعليم في المغرب سيطوره. فأقبلت عليه وزارتنا دون تفكير لأنه من عند مايكروسفت التي لا تخطئ . هذه هي حالنا دائما نقدس أفكار الاخر ولا نفكر نحن.لماذا تعليمنا منحط؟؟ هل السبب هو البيداغوجيات التي ظلت وزارتنا تجربها؟ هل السبب هو افتقادنا إلى مسار؟علما أن التعليم في فلسطين أحسن من الذي عندنا وليس ليدهم شيئ اسمه مسار دعونا لا نذهب بعيدا ولا نقارن تعليمنا بالتعليم في دول أخرى ونجري مقارنة عادلة و نطرح هذا السؤال:لماذا في بلدنا المغرب و بتلاميذ مغاربة وينفس البيداغوجيا،التعليم في القطاع الحر أحسن من نظيره في القطاع الخاص؟ اخواني أنا أجيب في التعليم الحر لا يوجد شيئ اسمه اكتضاض. لا يوجد شيئ اسمه أقسام مشتركة وهذا قاسم مشترك بين التعليم الحر في بلدنا و التعليم في دول أخرى يا وزراءنا و يا حكوماتنا أعيدوا النظر في قراراتكم ووفرا الأموال التي تعطوها لجهات أجنبية حتى تزيدوا من أعداد الأساتذة و أعداد القاعات و المؤسسات حتى تختفي تلك المشاكل و تصبح الأرضية مهيأة لتمرير أي بيداغوجيا وعندها إِلَ دْرنَا مسار دِيكْ سَاعة جَا مْعَانَا