دويتشه فيله
يعتبر الربو من أكثر الأمراض الصدرية انتشارا في العالم. وينتج الربو عن التهاب وضيق الممرات التنفسية، مما يمنع تدفق الهواء إلى الشعب الهوائية، ويؤدي إلى نوبات متكررة قد تؤدي في بعض الأحيان حتى إلى الوفاة. بيد أن دواء جديدا أصبح بإمكانه الآن حماية حياة الكثيرين من نوبات الربو الحادة التي تهدد حياتهم. فقد اكتشف الباحثون دواء يتكون من جسم مضاد وحيد النسيلة، ويحمل اسم بنراليزوماب، وفق ما جاء في موقع "هايلبراكسيس نت" الألماني.
وأثبتت دراستان أجراهما خبراء في جامعة ويك فوريست الطبية وجامعة كولومبيا البريطانية، أن بنراليزوماب قد يشكل علاجا سحريا للربو. ومن شأن هذا الدواء أيضا أن يخفف من نوبات الربو الحادة التي لا يمكن معالجتها حتى باستنشاق جرعات عالية من دواء الستيرويد. ونشر الباحثون دراستهم حول مفعول دواء بنراليزوماب في مجلة "ذا لانسيت" وهي واحدة من أبرز المجلات الطبية في العالم.
بنراليزوماب يخفف من حدة الأعراض
وخلال فحصهم لتأثير بنراليزوماب على المصابين بالربو، قام الخبراء بتجريب هذا الدواء على ألفين وخمسمائة شخص يعانون من ربو حاد. وقارن الباحثون تأثير بنراليزوماب مع الأدوية الأخرى ولمسوا أن بنراليزوماب نجح في التخفيف من حدة الأعراض التي يعاني منها المصابين بشكل كبير مثل ضيق التنفس وأزيز الصدر (صفير بالصدر).
وسجل الباحثون تراجع الأعراض في الدراسة الأولى بنسبة تتراوح بين 28 و36 في المائة. وفي الدراسة الثانية تراجعت بنسبة 51 في المائة. وفق ما جاء في موقع "هيلبراكسيس نت" الألماني.
العلاج يحسن وظائف الرئة
يقوم دواء بنراليزوماب بخفض حمضات الدم التي لها دور كبير في أمراض الحساسية والربو، ويوضح الخبراء أن حمضات الدم تتراجع بشكل شبه كامل في الأسبوع الرابع من العلاج بالبنراليزوماب. وبذلك قد يحمي هذا الدواء المصابين بالربو الحاد من الموت المبكر. وأظهرت دراسات أخرى في الآونة الأخيرة أن حالات الوفيات الكثيرة الناجمة عن مرض الربو أصبح بالإمكان تجنبها.
كما أوضح البروفيسور مارك فيتزغيرالد، المشرف على البحث في جامعة كولومبيا البريطانية أن نتائج الدراستين أثبت فعالية بنراليزوماب، حيث تراجعت نسبة الحمضات في الدم بشكل كبير سواء في العلاج الممتد لأربعة أسابيع أو العلاج المتبع كل ثمانية أسابيع وتحسنت وضائف الرئة لدى المصابين بالربو الحاد. لذلك يمنح بنراليزوماب أمل جديد لمن يعانون من الربو الحاد للتخفيف من حدة هذا المرض المزمن الذي لا يزال يتسبب في وفيات الكثيرين حول العالم.
شكرا لهؤلاء الدين يشتغلون في صمت للتخفيف عن معاناة المرضى دون ان ينالو الشهرة التي يستحقونها