دويتشه فيله
تصف العديد من العيادات والأطباء في الولايات المتحدة مخدر الكيتامين للمرضى المصابين بحالات الاكتئاب الحاد. ورغم أنه يتسبب في كثير من الأحيان بالهلوسة، إلا أن حوالي 3000 شخص يستخدمونه كعلاج. وأصبح هذا المسار من العلاج أكثر شيوعا في القارة الاوروبية أيضاً.
ويعاني ما يقرب من 7 في المئة من البالغين الأمريكيين، أو 16 مليون شخص، من الاكتئاب السريري، كما يوجد هناك عدد متزايد من الأطفال والمراهقين المتضررين. ويتناول ما يصل إلى 12 في المئة من البالغين الأمريكيين أدوية لعلاج الاكتئاب، مما يخلق سوقا ضخمة ومتنامية لشركات الأدوية. لكن الوضع أفضل قليلا في ألمانيا، حيث يعاني 5 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً من الاكتئاب. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن هذا الاتجاه يشهد تزايدا في جميع أنحاء العالم.
ويبلغ عمر الانجازات التي يجري التفاخر بها، مثل ما يسمى بـ"مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية" (إس.إس.أر.آي.أس)، والتي من بينها بروزاك، أكثر من 30 عاماً، لكنها فشلت في الوصول إلى ما كان متوقعا منها، مما جعل الباحثين ينقبون عن خيارات أخرى للعلاج.
ولا يستجيب ما يقرب من ثلث الأشخاص المتضررين من الاكتئاب للأدوية التي توصف لهم في البداية، مما يجبرهم على قطع الطريق الطويل والمؤلم لإيجاد علاج فعال - ومعظم الأشخاص لا يعرفون ما إذا كان العلاج الجديد قد أثبت فعاليته إلا بعد أربعة إلى ثمانية أسابيع من بدء تجربته. وتبدو الحاجة ملحة إلى إيجاد حل سريع وسط ارتفاع معدلات الانتحار، بعد أن وصل الآن إلى أعلى مستوى له في الولايات المتحدة خلال 30 عاماً. ولكن بالنسبة للحالات المتأخرة فإن العلاج بالجلسات الكهربائية لا يزال قائماً ومتاحاً.
وبسبب قدرة الكيتامين على تحرير بعض المرضى من الأفكار الانتحارية في غضون ساعة، اقتنعت مجموعة من الأطباء بفعاليته. ويقول كارلوس زاراتي، الذي يقوم بدراسة المخدر في المعهد الوطني للصحة العقلية "إن.آي.إم.إتش": "إنه تحول نموذجي، لأننا الآن نستطيع أن نحقق بسرعة تأثيرات مضادة للاكتئاب".