تلعب نوعية الطعام، الذي يستهلكه الأفراد، دوراً رئيسياً في تحديد صحتهم الإنجابية. فمن الأمور المهمة لإنجاح الحمل أن تكون البويضات والحيوانات المنوية في حالة صحية وبجودة عالية.
ومن بين الأنظمة الغذائية المختلفة، التي يمكن اتباعها، يعتبر أطباء الخصوبة أن نظام حمية البحر الأبيض المتوسط، أفضل خيار للنساء اللواتي على وشك البدء أو بدأن علاج مشاكل الخصوبة مثل، ضعف التبويض، وبطانة الرحم المهاجرة، وجودة البويضات، وزرع الأجنة.
مواد ضادة للأكسدة
يتميّز نظام حمية البحر الأبيض المتوسط باعتداله، فهو غني بالخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والمكسرات، وزيت الزيتون.
ومعظم هذه الأطعمة يحتوي على نسبة مرتفعة من المواد المضادة للأكسدة والدهون الجيدة وفي الوقت ذاته فإن لديها مؤشر منخفض لنسبة السكر في الدم (GI)، وهذا يعد مزيجاً مثالياً.
في حين أن الدهون الجيدة تساعد على تقليل الالتهاب في الجسم، فإن الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة يمكن أن تساعد النساء في تحسين صحة البويضات.
أما بالنسبة لانخفاض مؤشر السكر في الدم في نظام حمية البحر الأبيض المتوسط فإنه يساعد الأزواج على تنظيم مستويات الأنسولين في الجسم، والحد من تأثيره السلبي المحتمل على الخصوبة وعملية التبويض.
تقييم العادات الغذائية
ويدعم العديد من الدراسات هذه الحقائق مثل تلك التي نشرت في مجلة أكسفورد، عن التكاثر البشري. وفي هذه الدراسة تحديداً، قيم الباحثون العادات الغذائية لـ 244 امرأة (22-41 سنة)، (مؤشر كتلة الجسم - 30 كجم / م2) واللواتي خضعن للإخصاب خارج الجسم في اليونان، وأظهرت الدراسة أن اللواتي اتبعن حمية البحر الأبيض المتوسط حصلن على معدلات حمل أعلى بنسبة 50% مقارنةً مع اللواتي لم يتبعن هذا النظام الغذائي بنسبة 29.1%. وجاء الفرق جلياً أكثر في النساء دون الخامسة والثلاثين.
ووجدت دراسة أخرى نشرت في مجلة الخصوبة والعقم أن تناول كمية أكبر من الحبوب الكاملة، والمستخدمة في حمية البحر الأبيض المتوسط يؤدي إلى احتمال أكبر للزرع وولادة أجنة حية بين النساء اللواتي يخضعن لعلاج الإخصاب خارج الجسم.
المزيد من الأبحاث
وأكد البروفيسور الدكتور هومان فاطمي، المدير الطبي لعيادات آي في آي ميدل إيست للخصوبة، أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث المستفيضة لاكتشاف العلاقة الوطيدة بين حمية البحر الأبيض المتوسط ومعدلات نجاح الإخصاب خارج الجسم.
فحين تكون هناك أسباب طبية خطيرة وراء اللجوء إلى علاج الإخصاب خارج الجسم، فإن النظام الغذائي وحده قد لا يؤدي إلى تحسين الخصوبة، ولكن لا شك أن هذه النتائج مهمة للأزواج، الذين يحاولون الحمل.
لذلك مع الأخذ في الاعتبار فوائد مثل هذا النظام الغذائي، يشجع خبراء الإخصاب خارج الجسم على اتباع نمط حياة صحي للحصول على أفضل فرص الحمل.