أخبارنا المغربية
ما هي أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد لدى الأطفال؟ وما نسبة الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض مرض كوفيد-19؟ الجواب في دراسة كندية حديثة.
أجرى الدراسة باحثون من كندا، ونشرت في "مجلة الجمعية الطبية الكندية" (Canadian Medical Association Journal)، وقدمت معطيات جديدة ولافتة، تخالف الاعتقاد بأن معظم الأطفال يصابون بكورونا بدون ظهور أعراض.
ومن الباحثين الذين أجروا الدراسة جيمس أ.كينغ، وتارا أ.ويتن، وفينلاي أ.ماكاليستر، وتوصلت إلى 6 أعراض بارزة ارتبطت بإصابة الأطفال بكورونا، وهي فقدان حاستي الشم والتذوق والغثيان والقيء والصداع والحمى.
وقال الباحثون إن الأبحاث السابقة ركزت على الأطفال المصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد بشكل أساسي على أولئك الذين يأتون إلى أقسام الطوارئ، أما الباحثون فهدفوا إلى تحديد الأعراض الأكثر شيوعا المرتبطة بنتيجة إيجابية لمسحة فحص فيروس كورونا بين الأطفال في المجتمع عموما.
ويقصد بفحص "مسحة كورونا" (SARS-CoV-2 swab) أخذ عينة من الأنف أو الحلق مثلا، وذلك عبر إدخال عود في نهايته شعيرات ناعمة جدا لجمع عينية من اللعاب أو الإفرازات، يتم إرسال العينة للمختبر، وتحليلها للكشف بشكل مباشر عن وجود المادة الوراثية لفيروس "آر إن إيه" (RNA)، إذا كانت المادة الوراثية موجودة فهذا يعني أن الفحص إيجابي.
وشملت الدراسة الأطفال الذين تم اختبارهم ومتابعتهم لعدوى كورونا باستخدام مسحات الأنف أو البلعوم الأنفي أو الحلق أو غيرها (على سبيل المثال، شفط البلعوم الأنفي أو إفرازات القصبة الهوائية)، وذلك بين 13 أبريل/نيسان و30 سبتمبر/أيلول 2020، في ألبرتا. وقام العلماء بتحليل النتائج لـ2463 طفلا.
ووجدوا أن بين الأطفال الذين كانت نتيجة اختبارهم إيجابية لكورونا أفاد 35.9% فقط بأنهم بدون أعراض.
وقال العلماء إن حوالي ثلثي الأطفال، الذين ثبتت إصابتهم بعدوى كورونا، أبلغوا عن أعراض.
وكانت الأعراض الأكثر ارتباطا بنتيجة إيجابية لمسحة كورونا هي:
المعاناة من "فقدان حاسة الشم" (anosmia) و"فقدان حاسة الذوق" (Ageusia)؛ أي عرضان في الوقت نفسه.
المعاناة من الغثيان والقيء، أيضا عرضان في الوقت نفسه.
الصداع.
الحمى.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن معاناة الأطفال من أعراض عند الإصابة بكورونا أمر أكثر شيوعا مما يعتقد، وأن هناك أعراضا محددة ترتبط بكورونا.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن البيانات المتاحة حاليا تشير إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة يمثلون حوالي 8.5% من الإصابات المبلغ عنها، مع تسجيل عدد قليل نسبيا من الوفيات مقارنة بالفئات العمرية الأخرى، علما أنه عادة ما يكون المرض خفيفا.
وتضيف المنظمة أنه مع ذلك، فقد أُبلغ عن حالات اعتلال خطيرة. وعلى غرار البالغين، أُشير إلى الحالات المرضية الموجودة مسبقا باعتبارها عاملا من عوامل الخطر، التي تزيد من حدة المرض، وتتسبب في دخول الأطفال وحدة الرعاية المركزة.
هل الأطفال أقل تعرضا لمخاطر الإصابة بكوفيد-19 مقارنة بالبالغين؟
وردا على سؤال "ما هو دور الأطفال في انتقال العدوى؟" تقول المنظمة إنه لم يُفهم بعد تماما دور الأطفال في انتقال العدوى. وحتى الآن، لم يُبلغ إلا عن عدد قليل من حالات التفشي بين الأطفال أو في المدارس. ومع ذلك، فإن العدد القليل من حالات التفشي المبلغ عنها بين المدرسين أو معاونيهم حتى الآن يوحي بأن انتشار مرض كوفيد-19 في المؤسسات التعليمية قد يكون محدودا.
ونظرا لأن الأطفال يعانون عموما من اعتلالات أقل وخامة ولا يظهر عليهم إلا القليل من الأعراض، فإنه قد يتعذر ملاحظة الحالات في بعض الأحيان، والأهم من ذلك أن البيانات الأولية المستقاة من الدراسات توحي بأن معدلات الإصابة بين المراهقين قد تكون أعلى مقارنة بصغار الأطفال.
وتقول المنظمة إن فترة حضانة فيروس كورونا في الأطفال هي الفترة نفسها في البالغين، فالفترة الزمنية ما بين التعرض لكوفيد-19 وبدء الأعراض تمتد عادة من 5 إلى 6 أيام، وقد تتراوح بين يوم واحد و14 يوما.