دويتشه فيله
يتمتع الأطفال والشباب في ألمانيا حاليا بحالة نفسية أفضل مما كانوا عليه خلال فترة جائحة كورونا، لكن أوضاعهم النفسية أسوء من الفترة التي سبقتها.
وقد أوضحت دراسة COPSY الأخيرة، وهي لجنة علمية خاصة بدراسة تأثير كورونا على النفسية والصحة العامة للأطفال في مستشفى جامعة هامبورغ-إيبندورف، أن تحسن الصحة النفسية لليافعين بين 2022 و2023، أمر لم يستمر خلال خريف 2024.
وفقا للدراسة، فإن واحدا من كل خمسة مشاركين (أي 21 بالمئة) تراجعت صحتهم النفسية، كما أفادت نسبة مماثلة (22 بالمئة) عن مشاكل نفسية، بينما اشتكت نسبة 23 بالمئة من أعراض القلق.
وقالت رئيسة فريق الدراسة أولريكه رافينز-سيبيرر، وهي مديرة قسم الأبحاث في المستشفى الجامعي أيضا، إنه "من بين 25 طفلًا، حوالي خمسة طلاب يحتاجون على الأقل إلى متابعة بشأن نفسيتهم".
وخلص الباحثون إلى أن هناك تحسنا في أعراض الاكتئاب مقارنة بسنوات ما قبل كورونا، "على الرغم من إمكانية ملاحظة اتجاه متزايد مرة أخرى في خريف 2024".
كما أن عدد الأشخاص الذين أبلغوا عن شعورهم بالوحدة مرتفع أيضا (21 بالمائة). وهذه النسبة أقل مما كانت عليه في بداية فترة انتشار الوباء (وصلت إلى 39 بالمئة).
كما أوضحت الدراسة أن الأطفال والشباب، صاروا أكثر قلقاً بشأن الحروب والإرهاب وأزمات الاقتصاد وأزمة المناخ. وأفاد حوالي النصف من بينهم أنهم يشعرون بالقلق منذ خريف عام 2023، وأكثر من الثلثين هذا العام كانوا قلقين بشأن الحروب (72 بالمئة) والإرهاب (70 بالمئة) وأكثر من النصف بشأن الأزمات الاقتصادية (62 بالمئة) وأزمة المناخ (57 بالمئة).
بيد أنّ المخاوف بشأن جائحة كورونا تراجعت بشكل ملحوظ.
وقال رافينز سيبيرر أحد المساهمين في تأليف الدراسة "على سبيل المثال، يخشى اليافعون المشاركون في الدراسة أن تصبح حياتهم أسوأ نتيجة للأزمات الحالية، أو ألا تتمكن أسرهم من تحمل تكاليف أقل بكثير، أو ألا يتمكنوا من تحقيق أهدافهم في المستقبل، مثل التخرج من المدرسة الثانوية".
وأضاف المتحدث "لقد مروا بأزمة، وتلتها الأزمات التالية على الفور، دون أن يكون هناك أي وقت للتعافي".
وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي أيضا دورا حاسما، وفقا للباحثين، إذ أوضح حوالي الثلث منهم أنهم واجهوا محتوى عبر الإنترنت أزعجهم، وتضمن ذلك أخبارا عن أزمات. كما أن ما يناهز الربع من بينهم، أوضح أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ليس في صالحهم.
كما أفاد واحد من بين كل خمسة منهم بأنه تحمل الشعور بالإقصاء والتقليل من قيمته على وسائل التواصل الاجتماعي. وأفصح 40 بالمئة من هؤلاء اليافعين عن استخدامهم الوسائط الرقمية لأغراض خاصة، لمدة أربع ساعات في اليوم على الأقل.
وقالت الباحثة آن كامان "لقد وجدنا أن كل ساعة من استهلاك وسائل الإعلام تزيد خطر سوء المشاكل النفسية 15 مرة"، معتبرة أن تقييد السن للولوج إلى وسائل التواصل الاجتماعي كما قررت الحكومة في أستراليا ليس له فائدة تذكر.
كما حددت الدراسة أربعة عوامل زادت من خطر تدهورالصحة النفسية بمقدار 1.9 إلى 2.7 ضعفا، في: الأصول المهاجرة، مساحة معيشة ضيقة، معاناة الأهل من الضغط النفسي، وانخفاض مستوى تعليم الوالدين.
ومن ناحية أخرى، أبرزت الدراسة عوامل من شأنها أن تقوم بحماية اليافعين، وتساهم في تخفيض المخاطر، وأجملتها في: الثقة والكفاءة الذاتية، تمضية الوقت مع العائلة ثم الدعم الاجتماعي.