أخبارنا المغربية - وكالات
يسعى العلم إلى تفسير ما إذا كانت "عتبة الألم" لدى البعض مرتفعة بالفعل مقارنة بالآخرين، وهي نقطة تصبح فيها تجربة حدث ما – كحرارة أو ضغط – مؤلمة. بينما يخلط الكثيرون بين عتبة الألم وقدرة تحمل الألم، إلا أن الأول يشير إلى بداية الإحساس بالألم، في حين يقيس الثاني مدى قدرة الشخص على تحمله قبل الحاجة إلى الراحة.
تختلف عتبة الألم بين الأفراد وتتأثر بعوامل متعددة، منها الوراثة، الهرمونات، والجهاز العصبي المركزي. على سبيل المثال، توصلت دراسات إلى أن الرجال غالباً ما يتمتعون بعتبة ألم أعلى من النساء بسبب تأثير هرمون التستوستيرون. كما وُجد أن أصحاب الشعر الأحمر قد يواجهون اختلافات في استجابتهم للألم بسبب متغير جيني، حيث تقل حساسيتهم لبعض أنواع الألم مثل الحرارة، لكنها تزيد لأخرى مثل الكهرباء.
تلعب العوامل النفسية والاجتماعية دوراً حاسماً في تشكيل تجربة الألم. يمكن للقلق والخوف من الألم أن يخفضا العتبة بشكل كبير، بينما تعزز تقنيات مثل اليقظة والاسترخاء من القدرة على تحمل الألم. كما أن المعايير الثقافية تحدد كيفية إدراكنا للألم والتعبير عنه؛ فبينما تشجع بعض الثقافات الثبات، تعتبر أخرى التعبير عن الألم أمراً طبيعياً ومقبولاً.
وقد يواجه الأشخاص المصابون بألم مزمن عتبة ألم منخفضة نتيجة حالة الجهاز العصبي التي تكون في تأهب دائم للأحداث الضارة. كما يؤثر الالتهاب الناتج عن أمراض مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا على انخفاض عتبة الألم بشكل مؤقت.
في النهاية، يبقى الألم تجربة معقدة تتأثر بعوامل بيولوجية، نفسية، واجتماعية، وهو ما يجعل دراسته محوراً هاماً لفهم الفروقات الفردية وتطوير استراتيجيات للتعامل مع الألم.