أخبارنا المغربية - وكالات
أظهر فريق بحثي دولي من جامعة أريزونا ومعهد كارولينسكا أن مجموعة من مرضى قصور القلب الذين يستخدمون القلوب الاصطناعية يمكن أن تتجدد لديهم عضلات القلب، مما يمثل تطوراً بارزاً في فهم وعلاج هذا المرض المزمن الذي لا يزال بدون علاج نهائي.
استخدم الباحثون تقنية مبتكرة لتأريخ أنسجة القلب البشري باستخدام الكربون، ليكتشفوا أن القلوب الاصطناعية تحفز إنتاج خلايا جديدة بمعدل يزيد عن ستة أضعاف مقارنة بالقلوب السليمة. وأشار الدكتور هشام صادق، رئيس قسم أمراض القلب في الجامعة، إلى أن هذا الاكتشاف هو أقوى دليل حتى الآن على أن عضلات القلب البشري لديها القدرة على التجدد، مشيراً إلى أن "عدم قدرة القلب على الراحة قد يكون العامل الأساسي لفقدان هذه القدرة بعد الولادة".
مسار جديد لعلاج قصور القلب
قصور القلب هو حالة مزمنة تتسبب في ضعف قدرة القلب على ضخ الدم. وحتى الآن، لا يوجد علاج جذري، بينما تساعد الأدوية على إبطاء تقدمه. تُعتبر القلوب الاصطناعية، مثل جهاز مساعدة البطين الأيسر، حلاً متقدماً لدعم ضخ الدم، ولكن هذا الاكتشاف يفتح المجال أمام إمكانية تعزيز التجدد الطبيعي لعضلة القلب كجزء من العلاج.
آفاق البحث المستقبلي
يخطط الدكتور صادق وفريقه لاستكشاف السبب وراء استجابة حوالي 25% فقط من المرضى للقلوب الاصطناعية بتجدد عضلات القلب. ويدرس الفريق إمكانية استهداف المسارات الجزيئية المشاركة في انقسام الخلايا لتحفيز هذه العملية بشكل أوسع، مما قد يُحدث تحولاً جذرياً في علاج قصور القلب.
أهمية الاكتشاف
يُعد هذا البحث دليلاً قاطعاً على قدرة عضلات القلب البشري على التجدد، وهو ما لم يثبت علمياً من قبل. وقد يمهد الطريق لعلاجات جديدة تعتمد على تعزيز هذه القدرة الطبيعية لدى المرضى، مما يبعث الأمل في تحسين جودة حياتهم وتقليل الحاجة إلى زراعة القلب في المستقبل.