أخبارنا المغربية - وكالات
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعتا أكسفورد وكلية لندن الجامعية بالتعاون مع مؤسسات بحثية في ألمانيا وفرنسا وهولندا، أن جودة النظام الغذائي خلال منتصف العمر، إلى جانب نسبة محيط الخصر إلى الورك، تؤثر بشكل واضح على صحة الدماغ في المراحل اللاحقة من الحياة. وأكد الباحثون أن الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن يرتبط مباشرة بتحسين الذاكرة والوظائف الإدراكية عند التقدم في العمر.
وأوضح الباحثون في الدراسة، التي اعتمدت على مسوحات دماغية دقيقة للمشاركين، أن الأفراد الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا صحيًا في منتصف أعمارهم أظهروا أداءً إدراكيًا أفضل وصحةً أكبر للذاكرة العاملة والوظائف التنفيذية. وربط العلماء هذه النتائج بتحسن واضح في المادة البيضاء داخل الدماغ، وهي المسؤولة بشكل كبير عن سرعة انتقال المعلومات وسلامة التواصل العصبي.
كما أشار الباحثون إلى أن زيادة نسبة محيط الخصر إلى الورك في منتصف العمر، الناتجة عن اتباع أنظمة غذائية سيئة وعالية السعرات الحرارية، ارتبطت بتراجع كبير في القدرات الإدراكية وتدهور الاتصال العصبي بين مناطق الدماغ في مراحل متقدمة من العمر. ودعوا إلى ضرورة الاهتمام بجودة النظام الغذائي، نظرًا لأن زيادة هذه النسبة قد تؤدي إلى تسارع شيخوخة الدماغ وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مثل الخرف والزهايمر.
ودعا فريق البحث الحكومات إلى ضرورة التدخل لتحسين بيئات الطعام العالمية، مشددين على أن التشجيع الفردي على اتباع أنظمة غذائية صحية قد لا يكون كافيًا وحده، في ظل انتشار واسع للأطعمة الضارة الغنية بالسعرات الحرارية والفقيرة بالعناصر الغذائية الضرورية، وهو ما يستوجب وضع سياسات غذائية داعمة تحمي صحة الأجيال القادمة.