أخبارنا المغربية
بالنسبة لبعض العلماء، تعتبر الهواتف النقالة أشد فتكا من السجائر، بينما يقول آخرون أنها لا تحمل أي خطر، فما مدى صحة التهديدات التي تفرضها ذبذبات الهواتف التي نستخدمها طوال النهار وربما تنام تحت وسائدنا ليلاً؟
هناك مجموعة متزايدة من الناس والعلماء الذين هم على قناعة بأن الهواتف النقالة تقتلنا ببطء، معتبرين أنها جنباً إلى جنب مع خدمة الواي فاي، تعمل كـ "ميكروويف مصغر"، تنبعث منها الإشعاعات الكهرومغناطيسية. باعتراف الجميع، هذة الإشعاعات منخفضة جداً لدرجة انها غير قادرة على تسخين الأنسجة البشرية، لكن هناك كمية كبيرة من الأدلة التي تشير إلى أن هذه الإشعاعات قادرة على التأثير على الحاجز الوقائي بين الدماغ والدم، مما يسمح بدخول السموم وبالتالي تشكل الأورام.
هناك أيضا أدلة على أن الهواتف النقالة يمكن أن تضر جهاز المناعة، وتحد من قدرة الحيوانات المنوية على الحركة وتسبب الأورام، والسكتات الدماغية ومرض التوحد والزهايمر. قبل عامين، نشرت الوكالة الدولية لبحوث السرطان وهي وكالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية، تقريراً أعادت فيه تصنيف الإشعاع الصادر من الهواتف النقالة من فئة 3- أ (لا أدلة قاطعة على أنه مسبب للسرطان)، إلى فئة 2 - ب (من الممكن أن يكون مسرطناً للإنسان) إلى جانب الديزل، والكلوروفورم، وقود الطائرات والرصاص.
حتى الآن، تعتبر هيئات مثل معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن لا داعي للقلق، مشددة على أنه "من غير المحتمل أن تكون هناك أي صلة بين الهواتف والسرطان"، مع تحذير طفيف بأنها تكنولوجيا جديدة نسبياً لذلك لا يمكن التأكد من آثارها على المدى الطويل، وفقاً لما قالته سارة ويليامز من المعهد. من جهتها، تنصح الهيئات الصحية الرسمية في الاتحاد الأوروبي بالحد من استخدام الهاتف المحمول لتجنب التعرض للموجات اللاسلكية، كما تشدد على ألا يستخدمها الأطفال إلا في حالات الطوارئ لأن عظام الجمجمة لديهم يكون أقل ودماغهم لا زال في طور النمو مما يجعلهم أكثر عرضة من غيرهم للضرر المحتمل.
واتخذت بلدان أخرى خطوات إضافية لحماية سكانها من مخاطر الهواتف، فحظرت فرنسا جميع أشكال الإعلانات عن الهواتف المحمولة التي تستهدف الأطفال تحت سن الثانية عشر، بينما تعمل على وضع تشريعات تلزم باعة الهاتف بتزويد جميع الهواتف بسماعات الأذن. وفي الوقت نفسه، تقوم عدة بلدان بدراسة فرض حظر تام على خدمة الانترنت في المدارس.
"عندما يتعلق الأمر بالهواتف النقالة، نحن جميعاً ندفن رؤوسنا في الرمال" يقول دنيس هنشو، أستاذ الفيزياء ورئيس مجموعة تأثيرات الإشعاع على الإنسان في جامعة بريستول. وأشار إلى أن الكثير من الجهات تضغط على العلماء أو تحاول ضرب مصداقية بحوثهم التي تدرس المخاطر التي تترتب على التأثيرات طويلة الأمد لاستخدام الهواتف، تماما مثل الأسبستوس والتدخين. وأضاف: "الحكومات تكسب المليارات من التكنولوجيا، بشكل ضرائب تفرضها على شركات الهاتف المحمول والترخيص للشبكات. الجيل الجديد حقاً لا يريد أن يعرف عن أي آثار سيئة محتملة لاستخدام الهواتف النقالة".
وأظهرت دراسات أخرى أن الهواتف النقالة يمكن أن تجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. فقد أظهرت التجارب التي أجريت على الطيور، أن هناك جزيء في عيونهم مستخدم في الملاحة، يمكن أن يتضرر من استخدام الترددات الراديوية، وهي ترددات أقل بكثير من ترددات الهاتف المحمول. هذا الجزيء موجود أيضاً لدى البشر ويساعد على الكشف عن الضوء، وبالتالي له تأثير حيوي على إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يلعب دوراً هاماً في تعزيز الجهاز المناعي.
وعلى الرغم من أن الشركات المصنعة للهواتف تنفي بشدة أن تكون منتجاتها مسببة للسرطان، إلا أنها تحمي ظهرها وذلك باستخدام طباعة صغيرة على الهواتف تنصح باستخدامها عن بعد 15 ملم من الجسم.
يشار إلى أن شركة بلاكبيري توصي مستخدمي منتجاتها بإبقاء الهاتف بعيداً مسافة 25 ملم عن بطون الحوامل والمراهقين.
وكالات