أخبارنا المغربية
أنيميا البحر المتوسط أو “الثلاسيميا” تبدأ في الظهور بعد النصف الثاني من السنة الأولى من عمر الطفل، وتظهر الأعراض تدريجياً نتيجة لفقد الجسم الكثير من كريات الدم الحمراء، مثل شحوب واصفرار الوجه، فقدان الشهيه، قلة النوم، إسهال وقئ، صعوبة في الرضاعة، كما يحدث تضخم في النخاع العظمي وزيادة حجم العظام أو تشوهها في منطقة الوجه، بجانب تأخر ملحوظ في النمو.
وفي هذا الصدد، حذرت الدكتورة لميس رجب أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم بجامعة القاهرة، في حديث خاص لـ”محيط”، من ارتفاع مستوى الحديد في جسم مرضى أنيميا البحر المتوسط “الثلاسيميا”، مشيرة إلى أن ارتفاع مستوى الحديد في الجسم قد لا تظهر أعراضه حتى يدمر أعضاء الجسم تماماً.
مضاعفات نقل الدم
أوضحت رجب أنه في حالات نقل الدم بشكل دوري تعجز قدرات الجسم عن تخزين الحديد الزائد وينتج عن ذلك حالة تسمى بتراكم الحديد في الجسم، وهو ما يصاحبه تسمم الحديد الذي قد يؤدي إلى إلحاق ضرر شديد بالأجهزة الحيوية لجسم الإنسان ودمارها في بعض الأحيان وعلى رأسها القلب والكبد والبنكرياس، وآلام المفاصل.
وأضافت رجب أن مريض “الثلاسيميا” يحتاج إلى نقل دم بشكل دوري( كل 3 – 4 أسابيع) لتعويضه عن كريات الدم التي تتكسر، وللمحافظة على مستوى مقبول من الهيموجلبين في دمه، مشيرة إلى أن المريض يظل طوال حياته معرض لنقل الدم مرة شهرياً وهو ما يعرضه أيضاً لمخاطر نقل الدم مثل الإصابة بفيروس “سي”، حيث لا تتوافر الإمكانيات اللازمة للفحص الشامل لفيروس “سي” قبل نقل الدم إليهم، مما يعرضهم لمخاطر العدوى بالفيروس والإيدز أيضاً.
وأشارت رجب إلى أن هناك مشكلة تواجه المريض بعد نقل الدم، حيث لا يستطيع التخلص من الحديد المترسب إلا عن طريق الأدوية المكملة ومنها عقار “ديفيراسيروكس” وهو أقراص تؤخذ مرة واحدة في اليوم بدلاً من الحقن تحت الجلد لساعات طويلة يومياً، بالإضافة إلى أنه لا يسبب نقصاً في كرات الدم البيضاء أو آلام المفاصل التي قد تعيق حركة الأطفال.
وقد وافقت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية “FDA” في 2005 على استخدام عقار “ديفيراسيروكس” في علاج الأشخاص المصابين بمرض “الثلاسيميا” الوراثية الذين يعانون من ارتفاعات كبيرة لمستويات عنصر الحديد بالدم على المدى الطويل.
وأوضحت رجب أن هذا العقار يعد طفرة في علاج مرض “الثلاسيميا” الوراثية، فالآن وبعد ظهور تلك العقاقير أصبح باستطاعة مريض “الثلاسيميا” أن يعيش حياة طبيعية وأن ينمو ويتزوج ويساهم في خدمة مجتمعه إذا حافظت أسرته على العلاج بانتظام، حيث خففت هذه الحبوب من معاناة مرضى “الثلاسيميا” وأهاليهم.