أخبارنا المغربية
واشنطن ــ وكالات
كشف فريق من العلماء الدوليين النقاب عن الخريطة الجينية (الجينوم) لنبات قمح الخبز وهو إنجاز في مجال البحوث الزراعية ربما يفتح الباب لاستنباط أصناف جديدة ذات انتاجية عالية من هذا المحصول الغذائي المهم.
وأزاح الباحثون الخميس الستار عن نتائج مشروع جينوم قمح الخبز وهو النبات الذي يعرف علميا باسم (تريتيكوم ايستيفوم).
وهؤلاء الباحثون ضمن كونسورتيوم دولي لبرنامج جينوم القمح أسسته عام 2005 مجموعة من منتجي القمح وعلماء النبات وخبراء تربية النبات.
وقال فريدريك شوليه عالم وراثة النبات في المعهد الفرنسي الوطني للبحوث الزراعية وهو أحد المشاركين في الدراسة إن هذا الجهد يجعل من اليسير تحديد الجينات المسؤولة عن صفات مهمة من الوجهة الزراعية منها حجم المحصول ومدى مقاومته للأمراض والآفات وصمود المحصول في ظروف الجفاف.
وقال شوليه "قمح الخبز محصول رئيسي.. إنه أشيع المحاصيل انتشارا في كل أنحاء العالم والغذاء الرئيسي لثلث سكان العالم.. إلا ان خريطته الجينية معقدة للغاية وكان من المتصور ان من الصعوبة بمكان رسم هذه الخريطة."
وأضاف "هذا الإنجاز جوهري في مجال الأمن الغذائي والنهوض بالزراعة المستدامة في ضوء الزيادة السكانية والتغير المناخي."
وأسهمت ضخامة التسلسل الجيني لقمح الخبز وتكراره في تعقيد الجهود الرامية الى فك شفرته الوراثية.
وتضمن البحث الذي وردت نتائجه في دورية (ساينس) نحو 60 في المئة من جينات نبات قمح الخبز. وتشير تقديرات الباحثين الى ان عدد جينات القمح يصل الى 124 ألف جين وهو ما يمثل 40 مثلا لجينات الأرز وسبعة أمثال جينات الأذرة. وكان العلماء قد انتهوا من فك طلاسم الشفرة الوراثية لنباتي الأرز والأذرة.
وقال الباحثون إن عدد جينات القمح يعادل خمسة أمثال جينات الانسان.
وتضمنت نتائج البحث أيضا إلقاء نظرة جديدة على كروموسومات (صبغيات) القمح وعددها 21 كروموسوما.
وأكد العلماء ضرورة إستنباط أصناف جيدة من القمح. وقال بيان الكونسورتيوم "يجابه العالم تحديات هائلة حيث تشير التقديرات الى ان عدد سكان العالم سيتجاوز تسعة مليارات نسمة بحلول عام 2050.. ويتعين زيادة إنتاج الغذاء بنسبة تتجاوز 50 في المئة دون التوسع في الرقعة الزراعية وذلك في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وعدم توافر المخصبات الزراعية وندرة المياه وتراجع فاعلية مكافحة الآفات."
وأشار العلماء الى ان القمح من المحاصيل التي يمكن زراعتها في مختلف الاقاليم المناخية والبيئية فضلا عن سهولة تخزينه وتحويله الى دقيق (طحين) لصنع المخبوزات.
وقال الباحثون إنهم سينتهون من الخريطة الجينية للقمح في غضون ثلاث سنوات.