دويتشه فيله
بعد أكثر من 30 عاماً على انتهاء التجربة الشيوعية على الأراضي الألمانية، أزاح حزب يساري ألماني متشدد الستار عن نصب يجسد لينين في مدينة غيلسنكيرشن (غرب البلاد). وقال الحزب، واسمه الحزب الماركسي اللينيني الألماني، إنه أول تمثال من نوعه ينصب على أراضي ألمانيا الغربية السابقة، بعد عقود من انهيار الدولة الشيوعية في ألمانيا وسقوط جدار برلين وانحلال شرطة "شتازي" السرية المرعبة.
وأوضحت غابي فيشتنر رئيسة الحزب في بيان: "لقد انتهت حقبة المعالم الأثرية للعنصريين والمعادين للسامية والفاشيين والمعادين للشيوعية". وأضافت أنه، على النقيض من ذلك، "كان لينين مفكراً سابقاً لعصره بأهمية العالم التاريخية، وهو مناضل مبكر من أجل الحرية والديموقراطية".
ولم يرحب الجميع في غيلسنكيرشن، المركز السابق لمنطقة الرور الصناعية والتعدينية بألمانيا بتمثال الزعيم الشيوعي؛ إذ اعترض ممثلون لأحزاب رئيسية في المنطقة على التمثال قائلين "إن لينين يمثل العنف والقمع والإرهاب والمعاناة الإنسانية المروعة". وأضافوا أنهم لن يتسامحوا "مع مثل هذا الرمز المعادي للديموقراطية" في منطقتهم، داعين إلى استخدام "كل الوسائل القانونية" لعرقلة نصبه.
بيد أن المحكمة للعليا في مونستر رفضت مساعي منع إقامة التمثال على أساس مزاعم بأنه سيؤثر على مبنى تاريخي في الموقع نفسه.
وحاز الحزب الماركسي اللينيني في ألمانيا على اهتمام من أماكن بعيدة مثل روسيا، واحتفل بإزاحة الستار عن التمثال بالنقانق والحلوى فيما حض الضيوف على الحفاظ على التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات لتغطية الأنف والفم لمكافحة فيروس كورونا.
ويشار إلى أن إقامة تمثال للينين يأتي في وقت شهدت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وبلجيكا تخريب تماثيل لكريستوفر كولومبوس وتاجر العبيد إدوارد كولستن والملك ليوبولد الثاني الحاكم البلجيكي الوحشي للكونغو.