أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
توفي سامي باسو، عالم الأحياء الشاب الذي كان وجهًا بارزًا لمجتمع مرضى الشيخوخة المبكرة، عن عمر يناهز 28 عامًا، مخلفًا وراءه إرثًا فريدًا من الإلهام والتفاؤل.
باسو، الذي وُلد في إيطاليا عام 1995، تم تشخيصه بمرض الشيخوخة المبكرة (متلازمة هتشينسون جيلفورد) عندما كان في الثانية من عمره، وهو مرض نادر يتسبب في تسريع الزمن البيولوجي بشكل كبير، مما يؤدي إلى تقصير عمر المصابين به، وغالبًا ما يقترن بمضاعفات صحية متعددة.
ورغم التحديات الكبيرة التي واجهها بسبب حالته الصحية، اشتهر باسو بروحه المرحة وحبه للحياة، فكان يشارك متابعيه مقاطع فيديو ساخرة عن وضعه الصحي، حيث كان يستغل مظهره الفريد في الفكاهة، واشتهر بمقطع شهير، تحدث فيه عن اتباعه لنظام غذائي رغم عدم قدرته على اكتساب الوزن نتيجة المرض، كما لم يتردد في المشاركة في مناسبات مثل الهالوين، حيث ارتدى ملابس ونظارات فضائية في إحدى الفعاليات خارج منطقة 51 الخاصة برصد الأجسام الطائرة الغريبة، مما أضفى لمسة من المرح على حياته.
وكانت عائلته تحتضنه بمحبة وتعامله بشكل طبيعي، مما ساعده على العيش في بيئة مليئة بالقيم الإيجابية، ورغم أنه عانى في مرحلة مراهقته من تساؤلات دينية حول سبب معاناته، إلا أنه توصل في النهاية إلى اعتبار مرضه "هدية"، وهو منظور دفعه للعيش بإيجابية، حيث كان لباسو شخصية دينية كاثوليكية، وحافظ على إيمانه رغم التحديات التي واجهها.
وكانت لباسو مساهمات علمية لا تقل أهمية عن شخصيته المتفائلة، حيث حصل على درجة الماجستير في علم الأحياء الجزيئي، وكان عضوًا فعالًا في فريق بحثي يعمل على تطوير علاجات جينية مستهدفة للشيخوخة المبكرة، وشارك في تجربة سريرية لأحد الأدوية التي تم اعتمادها لاحقًا لعلاج المرض، وساهم بشكل مباشر في أبحاث تعديل الجينات، مما عزز من مكانته كعالم كامل العضوية في مجاله، رغم أنه كان من المتوقع أن يكمل دراسته في برنامج الدكتوراه، لكنه اضطر إلى تأجيلها بسبب انشغاله في العمل البحثي.
وكانت علاقته بليزلي جوردون، مديرة مؤسسة أبحاث الشيخوخة المبكرة، علاقة خاصة بدأت منذ طفولته، خاصة وأن جوردون ساهمت في دعمه الشخصي والعلمي، حيث كانا يعملان سويًا في الأبحاث التي تهدف إلى تحسين حياة المصابين بالشيخوخة المبكرة.
ورغم وعيه التام بأن عمره قد لا يكون طويلاً، عاش باسو حياته بشكل كامل، وكان يدرك تمامًا المأساة التي عاشها بفقدان العديد من أقرانه المصابين بنفس المرض، لكنه كان دائمًا متفائلًا وملهمًا لمن حوله، كما كان يحث الجميع على أن يكونوا أفضل وأن يعيشوا حياتهم بإيجابية، مستمدًا قوته من معرفته بأن الحياة قصيرة ويجب الاستفادة منها إلى أقصى حد.
وكانت وفاة عميد مرضى الشيخوخة نتيجة مضاعفات قلبية مشتبه بها بعد احتفال ورقص مع أصدقائه، وهو الأمر الذي أثار صدمة رغم إدراك المحيطين به لحقيقة قرب وفاته، ومع ذلك، سيبقى سامي باسو في الذاكرة كشخصية كاريزمية استطاعت تحقيق الكثير رغم التحديات، تاركًا إرثًا من الأمل والإيجابية في قلوب كل من عرفه.