أخبارنا المغربية - وكالات
دعت ولايات هندية جنوبية مثل تاميل نادو وأندرا براديش مؤخراً إلى زيادة معدلات الإنجاب، على الرغم من تجاوز الهند الصين لتصبح الدولة الأكثر سكاناً في العالم، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. وتشهد هذه الدعوات تزايداً بسبب انخفاض معدلات الخصوبة بشكل كبير، حيث يبلغ المعدل الإجمالي للخصوبة في بعض الولايات الجنوبية حالياً أقل من 1.6 طفل لكل امرأة، وهو معدل أقل من مستوى الإحلال المطلوب للحفاظ على استقرار السكان.
وتُعد الولايات الجنوبية مثل كيرالا وتاميل نادو في مقدمة التحول الديموغرافي في الهند، إذ حققت مستوى الإحلال قبل عقود من الزمن. ومع ذلك، يخشى المسؤولون أن تؤثر التركيبة السكانية المتغيرة وتباين الحصص السكانية بين الولايات على تمثيلهم الانتخابي وتخصيص الإيرادات الفيدرالية. ويقول سرينيفاس جولي، أستاذ الديموغرافيا، إن هذه الولايات "تشعر بأنها معاقبة على سياساتها الناجحة في ضبط النمو السكاني رغم دورها الكبير في الاقتصاد الوطني".
ويأتي هذا القلق مع اقتراب موعد أول ترسيم للحدود الانتخابية منذ عام 1976، المقرر في عام 2026. يهدف الترسيم إلى إعادة رسم الدوائر الانتخابية وفق التحولات الديموغرافية، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة المقاعد البرلمانية لصالح الولايات الشمالية المكتظة بالسكان مثل أوتار براديش وبيهار، بينما قد تخسر الولايات الجنوبية المزدهرة اقتصادياً مقاعدها.
وتخشى الولايات الجنوبية من أن يؤدي هذا التغيير إلى تقليص حصتها في التمثيل السياسي وتراجع الإيرادات المخصصة لها، مما قد يفاقم الصعوبات المالية ويحد من حرية صنع السياسات. وبينما حاول مسؤولون، بمن فيهم رئيس الوزراء ناريندرا مودي، طمأنة هذه الولايات بأن التغييرات لن تحدث بسرعة، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن العدالة في توزيع الموارد والتمثيل السياسي.
ورغم الإنجازات الاقتصادية والنجاح في ضبط معدلات الإنجاب، تواجه الولايات الجنوبية تحدياً كبيراً يتمثل في الحفاظ على مكتسباتها السياسية والاقتصادية في ظل التغيرات الديموغرافية، ما يفتح الباب لنقاش أوسع حول السياسات السكانية والإنمائية في الهند.