أخبارنا المغربية - وكالات
تقع بلدة ويتير النائية على بعد حوالي 60 ميلاً جنوب شرق مدينة أنكوريج في ألاسكا الأمريكية، ولا يتجاوز عدد سكانها 263 نسمة. ما يميز ويتير حقاً هو أن معظم أهلها يعيشون في مبنى واحد يُدعى Begich Towers Condominium، لدرجة أنها لُقّبت بـ"المدينة تحت سقف واحد". ويعزو السكان اعتمادهم على هذا المبنى المرتفع إلى المناخ الرطب والظروف البيئية الصعبة، إذ تحيط بهم الجبال الشاهقة وتفتقر البلدة إلى عددٍ كافٍ من المنشآت.
يضم المبنى تقريباً كل ما قد يحتاجه السكان من خدمات، بما في ذلك مكتب بريد ومتجر صغير ومغسلة وكنيسة، فضلاً عن ممر داخلي يصل المبنى بالمدرسة. وقد حظيت ويتير باهتمام واسع النطاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد تداول مقاطع فيديو حول حياة سكان هذه البلدة المميزة. ووصفها البعض بأنها "أغرب مدينة في ألاسكا"، إذ إنها توفر للسكان بيئة سكنية متكاملة تحت سقف واحد، تغنيهم في أحيان كثيرة عن مغادرة المبنى.
وتضفي طرق الوصول المحدودة مزيداً من الخصوصية على ويتير، إذ لا يمكن دخولها أو مغادرتها إلا عبر نفق أحادي الاتجاه يبلغ طوله 2.5 ميل، ويُغلق ليلاً عند الساعة 10:30، ما يضع الزوار والسكان أمام ضرورة الالتزام بجدول محدد. وقد أنشأ الجيش الأمريكي هذه المنطقة خلال الحرب العالمية الثانية لتكون موقعاً استراتيجياً يخفيها عن الأنظار، ثم استخدم المبنى في الخمسينيات لإيواء عائلات الجنود.
وبعد انسحاب الجيش عام 1960، انخفض عدد سكان ويتير بشكل ملحوظ، لكنها ظلت محافظة على وجودها بفضل مينائها الخالي من الجليد وموقعها الجغرافي القريب من أنكوريج ومناطق ألاسكا الداخلية. واليوم، تحمل المدينة لقب "العمارة الواحدة فقط" التي تكفي جميع سكانها، لتشكّل نموذجاً فريداً من نوعه في أنماط السكن والمعيشة بين طبيعة ألاسكا الخلابة وظروفها القاسية.