أخبارنا المغربية - وكالات
أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، اليوم الأربعاء، أن مستويات الغازات الدفيئة القياسية ساهمت في جعل عام 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق، متجاوزاً الرقم القياسي السابق لعام 2023. وأدى هذا الارتفاع إلى تسارع ذوبان الكتل الجليدية والجليد البحري، إلى جانب ارتفاع منسوب مياه البحار، مما يزيد من اقتراب العالم من الحد المذكور في اتفاق باريس للمناخ.
وأظهر التقرير السنوي للمنظمة أن متوسط درجات الحرارة السنوي ارتفع بمقدار 1.55 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، متجاوزاً الرقم المسجل في 2023 بمقدار 0.1 درجة مئوية. وعلى الرغم من أن الزيادة الطويلة الأمد تتراوح بين 1.34 و1.41 درجة مئوية، إلا أن تجاوز 1.5 درجة مئوية لعام واحد لا يعني رسمياً تجاوز اتفاق باريس، وفقاً لما أكده جون كنيدي، المنسق العلمي للمنظمة.
وشهد العام الماضي ظواهر مناخية متطرفة تسببت في دمار واسع النطاق، حيث أدت موجات الجفاف إلى نقص حاد في الغذاء، كما أجبرت الفيضانات وحرائق الغابات نحو 800 ألف شخص على النزوح، وهو أعلى رقم منذ 2008. وفي الوقت نفسه، تسارعت معدلات ذوبان الجليد، مما أدى إلى تسجيل ارتفاع قياسي جديد في مستوى سطح البحر، حيث بلغ معدل الزيادة السنوي 4.7 مليمتر بين عامي 2015 و2024، مقارنة بـ 2.1 مليمتر فقط بين 1993 و2002.
ويرى التقرير أن هناك عوامل أخرى ربما أسهمت في الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة، مثل التغيرات في الدورة الشمسية، وثوران البراكين، والتراجع في الهباء الجوي، إلا أن التأثير الرئيسي لا يزال ناجماً عن الاحتباس الحراري المرتبط بانبعاثات الغازات الدفيئة. ومع استمرار هذا الاتجاه، يبدو أن العالم يقترب بسرعة من تخطي الحدود الحرجة لاتفاق باريس، ما يستدعي تحركات عاجلة للحد من التغيرات المناخية المتسارعة.