عام بعد الانطلاق.. ما الذي ينتظر قناة ميدي آن تي في ؟

عام بعد الانطلاق.. ما الذي ينتظر قناة ميدي آن تي في ؟

تستعد قناة «ميدي آن تي في» للاحتفال يوم الأربعاء المقبل بالذكرى الأولىلانطلاقها في حلتها الجديدة. «ميدي آن تي في» تقفل عامها في المشهد التلفزيوني المغربي بعد التوقيع على سنة متميزة شملت اعتماد تلفزيون الأوف شورينغ لمجموعة من البرامج والفقرات التي أغنت وأثرت بالفعل المشهد التلفزيوني الوطني وبدأت القناة بالتالي تحقق الإضافة الإعلامية المرجوة في ظل تشبث قنواتنا العمومية الأخرى بخط الاكتفاء بالنزر القليل في الانفتاح أكثر على كل ما يهم المواطن المغربي. بعد سنة من الانطلاقة الحقيقية، وبعد أن تبدى الفشل فاضحا في التجربة الأولى لنسخة «ميدي آن تي في»، تصبح «ميدي آن تي في» معادلة مهمة في مشهدنا الوطني. وهو ما تأتى لها من خلال المتابعة اليومية التي أصبحت تحظى بها القناة منذ أشهر من قبل المشاهد المغربي. مشاهد ماكان ليجد في «ميدي آن تي في» ضالته المفتقدة على مستوى الصوت والصورة لولا الثقة التي سربتها نحوه القناة من خلال ترسانة مهمة من البرامج والفقرات التي تم تقديمها على شاشتها.  
الاحتفاء بشمعة «ميدي آن تي في» الأولى من خلال الندوة التي ستعقد بأحد فنادق البيضاء، ستكون مناسبة لمسؤولي القناة لتقديم حصيلة لعمل القناة خلال السنة التي سنودعها بعد أيام. وهي الحصيلة التي ستكون بلا شك مرضية للمسؤولين والذين قدموا بالفعل، رغم الشك الذي كان ساورهم في البداية، منتوجا تلفزيونيا يمكن اعتباره إيجابيا قياسا مع ما هو متوفر محليا. 
وصول قناة «ميدي آن تي في» إلى تحقيق الإجماع وكسب قاعدة من المشاهدين المغاربة كان ثمرة مجموعة من البرامج التي قدمتها القناة، واعتمدتها بشكل مستمر ضمن شبكة برامجها اليومية أو الأسبوعية. فتحول «ميدي آن تي في» واعتمادها منهجية جديدة تخرج بالقناة من شكلها الإخباري المحض إلى قناة عمومية ببرامج متنوعة ومختلفة تلبي أذواق مختلف شرائح المجتمع المغربي. مجتمع تصادف تحول القناة واعتمادها سياسية إعلامية جديدة مع ما شهده المغرب من حراك وتحولات كبرى على مستويات عدة اجتماعية وسياسية وثقافية ورياضية. 
الندوة ستكون فرصة لمسؤولي القناة لتثمين ما تم تحقيقه خلال سنة من الممارسة، كما ستكون أيضا، وهذا هو الأهم، الإعلان عن أفكار ومشاريع برامج جديدة ستؤثت لا محالة شبكة القناة للسنة المقبلة. وهذا هو ما ينتظره الجميع لأن ذلك هو الرهان إذا ما أرادت القناة أن تستمر في نفس المستوى وتحافظ على نفس الإيقاع لكي تمنح الإضافة في مشهد تلفزيوني استعصى على قنوات المركز أن تجد الوصفة المناسبة لإرضاء مختلف انتظارات المشاهدين المغاربة. قبل هذا وذاك، يجب العودة إلى قراءة في بعض ما قدمه تلفزيون «ميدي آن تي في» خلال السنة التي نستعد لتوديعها. وقد كان للسياسة دور مهم في إشعاع القناة. إشعاع تمكن للقناة من خلال مجموعة من المجلات الإخبارية والبرامج الحوارية التي ظهرت والتي أثرت النقاش المغربي العميق خلال مختلف المراحل التي سبقت الانتخابات التشريعية الأخيرة للخامس والعشرين من نونبر الماضي. ومن بين هذه المجلات التي أضحت موعدا يحرص على تتبعها المشاهد المغربي مجلة «مواطن اليوم» و«ملف للنقاش» و«90د للإقناع» المجلة التي اعتدمت خصيصا خلال فترة الحملة الانتخابية، إضافة إلى العديد من البرامج السياسية التي استضافت العديد من الوجوه والفعاليات السياسية لتقريب المشاهد من كل ما هم سواء تشريعيات هذا البرلمان أو خلال عملية شرح مضامين الدستور. المجال الاجتماعي كان حاضرا في الصيغة الجديدة لميدي آن. إذ ضهرت مجلات اعتمدت مبدأ القرب من المواطن كمجلة «مواطن اليوم» و«بدون حرج» وغيرهما. كما انفتحت القناة على الشباب عبر مجلة «جينيراسيون نيوز» والمجلات الفنية. وكان ميدي آن تي في حاضرة بقوة على المستوى الرياضي. وأكدت القناة ذلك من خلال حصولها على حقوق النقل الحصري لمقابلة المغرب والجزائر برسم إقصائيات كأس إفريقيا للأمم. هذا عدا المواعيد الرياضية القارة كبطولتنا والماتش.. 
شهر رمضان واعتبارا للوتيرة التي تعرفها الفرجة التلفزيونية، فقد كانت القناة مميزة من خلال عديد فقرات اكتشفها الجمهور بصيغة وتصور جديدين لم يعهدهما في تلفزيونه العمومي. وكان من بينها برنامج الحلقة الذي انفتح على موروث شعبي مغربي بامتياز وتوج كبار لحلايقية. كذلك كان لفقرة «رمضان شو» التي كانت تبث خلال موعد الإفطار صدى طيبا بالنظر للطريقة التي كانت تقدم بها… 
التحول من قناة إ خبارية صرفة إلى قناة عامة لا تكتمل معالمه إلا باعتماد القناة على الجانب الإبداعي والدرامي المغربي والعالمي. وهو ما فطنت له القناة وتحسد من خلال بث «ميدي آن تي في» مجموعة من الأعمال الدارمية العربية والعالمية. وهذه كانت بوابة أخرى للقناة لمزيد تواصل وجذب. 
عام يقفل بالنسبة للقناة. وإن كان من خلاصة يمكن استخلاصها، فهي أن القناة استطاعت أن تضعها أصبعها على مكمن ضعف السمعي البصري لتصل إلى المواطن بكل أريحية، وتلامس أهم ما يشكل مجال اهتمامه وتحقق بعضا من انتظاراته الكبيرة جدا. 
عام من العمل الجاد يحسب لطواقم صحافية وتقنية كثفت جهودها لتكون عند الموعد. طواقم مهنية وضعت ثقتها في اختيارات رجل سير دفة القناة بعد أن وصلت حدودا من الشك في إمكانية مواصلتها المشوار في المشهد السمعي البصري. إنه الذي قاد سفينة قناة ووصل بها بر الأمان. 
عباس عزوزي سيكون منتشيا خلال هذه الندوة التي ستعقدها القناة الأربعاء المقبل بالبيضاء. كيف لا والرجل كان مهندس التحول الكبير الذي عرفته أول قناة تلفزيونية خاصة تخرج من تحت عباءة الدولة بعد أن تم الترخيص لها ضمن الجيل الأول للتلفزيونات الوطنية. غير أن بداية القناة لم تكن موفقة واعترتها الكثير من الصعاب والمشاكل، بحكم أن رئيسها ومديرها العام السابق والمدير السابق لإذاعة البحر الأبيض المتوسط ميدي آن «بيير كازالتا»، كان يمارس التلفزيون بمنطق الإذاعة. وهو ما تبين في الأخير أنه أمر مستحيل وسيؤدي لا محالة إلى الباب المسدود. وهو ما حدث بالفعل بعد أن وصلت التلفزة حافة الإفلاس ليتم تغيير كازالتا بمصطفى ملوك. غير أن مقام هذا الأخير لم يدم طويلا، ليتم تغييره هو الآخر واستقدام عباس العزوزي للإشراف على إدارة القناة. هذا كان على مستوى الهرم الإداري. غير أن نقطة تحول القناة الكبرى هي لحظة تدخل الدولة من خلال الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري التي صادقت على دفتر تحملات جديد للقناة. وهو ما منح بعض المساحات لتحرك القناة من خلال مساواتها مع باقي القنوات المغربية الأخرى خاصة من خلال بوابة الإشهار الذي ضخ مزيدا من السيولة المالية في خزينة قناة «ميدي آن تي في».


حسن بن جوا


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات