درس وحلم .. الفنان "حميد الحضري" يروي تفاصيل لقائه "المؤثر" مع "حاجين مسيحيين" قطعا مئات الكيلومترات مشيا على الأقدام
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة
قصة مؤثرة جدا، تلك التي رواها الفنان المغربي "حميد الحضري"، ابن مدينة "شفشاون"، تحدث من خلالها عن لقائه صدفة مع "حاجين مسيحيين" من إيطاليا في مدينة "لشبونة" البرتغالية، وهو اللقاء الذي تبادل معهم فيه رسائل إنسانية وقيم كونية تعكس سمو الأخلاق وارتقائها مهما كان الدين والعرق واللون..
وارتباطا بالموضوع، قال الفنان "حميد الحضري": "لا أعرف كيف أعبر عن هذه الصورة، لقاء صدفة مع حاجين مسيحيين إيطاليين في لشبونة، وكم هي غنية بالمعرفة والمحبة والحكمة تلك اللقاءات التي تكون غير متوقعة مثل هذه في حياتنا"، وتابع ذات المتحدث قائلا: "قرأت بعض النصوص عن الطريق إلى سانتياغو، وهو الحج مشيا عند المسيحيين ابتداء من نقاط مختلفة ووصولًا الى سانتياغو دي كومبوستيلا، لكنني تعرفت عليه بشكل أقرب حينما قابلت روبيرتو وروبيرتو اللذان قطعا مئات الكيلومترات مشيا على الأقدام، ووضعني القدر بين مئات الأشخاص الذين التقوا معهم وتبادلوا الحديث كما وقع معي عن نظرتنا للحياة وعن عقائدنا وكيف نرى أو نتمنى أن نرى عالمنا هذا الذي نتقاسمه فوق كوكب واحد وتحت سماء واحدة".
وشدد "الحضري" أن: "كل له آراؤه و إن كان الكل مثل هذين الرجلين في احترامهما للآخر وعدم وجود الأحكام المسبقة لديهما عن شخص لا يعتنق نفس دينهما، لكان العالم يعيش في سلام و طمأنينة بدون حروب أو مشاكل"، وتابع ذات المتحدث قائلا: "عندما سألتهما هل يمكن لمسلم أن يقوم بهذا السعي، أجاباني بكل محبة بأن الله موجود في كل مكان، وإنما الأعمال بالنيات، وبأنه لكل الحق في أن يقترب من ربه على طريقته، وأن الله واحد وكل ما يريد منا هو أن نسلك طريق الخير بدل طريق الشر، الطرق متعددة و الزاد هو الإيمان ومحطة النهاية هي رضى الخالق".
كما أوضح الفنان "حميد الحضري" عبر تدوينته التي نشرها عبر حسابه الفيسبوكي قائلا: "تمنيت أن يكون الحج إلى مكة أيضا مشيا على الأقدام، نظرا لكل الفوائد الروحانية للمشي لمدة ومسافة طويلة، لكن للأسف لا يمكن ذلك في ظل علاقات الدول الإسلامية بينها وإغلاق بعض الحدود في أوجه الاخوة"، مشيرا إلى أن: "الحج تضحية كبيرة ونضال ومعاناة وليس كما أصبح الآن، فنادق 5 نجوم و تباهي البعض على البعض"، قبل أن يختم حديثه قائلا: "انتابني شعور أنه يجب علينا إعادة النظر في علاقتنا بديننا وذلك بالتركيز على المسائل العميقة أكثر من السطحيات، ويبقى الحج إلى مكة مشيا على الاقدام في كل أبعاده الفلسفية، حلما اتمنى أن يحققه أحد الأجيال القادمة إن لم نحققه نحن. حب، سلام، إحترام".