فيلم "العيد".. ثقافة راسخة تشل الحركة في بلد الـ 100 مليون وتخلق منافسة تدر عائدات مالية ضخمة جدا
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة
ونحن نتحدث عن سبل الإقلاع السينمائي بالمغرب، وفق منهجية تروم خلق التنافس القوي بين الأعمال المعروضة، بما يضمن تحقيق الفرجة والامتاع، وأيضا تجويد الانتاجات السينمائية بكيفية تنمي الذوق العام وترقى لما يطلبه المشاهد المغربي، لابد أن نعرج على المدرسة المصرية التي تعد رائدة فى الصناعة السينمائية على الصعيد العربي.
ولعل من أبرز التقاليد التي تميز هذه المدرسة المصرية على الصعيد العربي، نذكر "فيلم العيد"، الذي يعد جزءا لا يتجزأ من الطقوس المصرية المصاحبة لاحتفال الفراعنة بعيد الفطر، إذ لا يمكن أن يمر العيد دون أن تفر الأسر بمختلف المدن والمدارس والقرى بحثا عن حجز مقاعد في دور السينما، على اعتبار أنها ثقافة راسخة في المجتمع المصري منذ عشرات السنين، فهي من جهة تشجع على التنافس بين المنتجين والمبدعين من أجل تقديم أفلام سينمائية تدخل بها سباق "الصولد آوت"، وبالتالي تحصيل مداخيل مالية مهمة جداً، ومن جهة ثانية تكرس تعلق المواطن المصري بكل ما هو "فني"، حتى في أفقر المدن وأكثرها هشاشة، لا يمكن أن يخلو يوم العيد من الفرحة، وهنا يمكن للجميع أن يتخيل حجم الرواج الاقتصادي الذي يحركه الفن في بلد الـ100 مليون مواطن.
هي تجربة رائدة جدا، يمكن اقتباسها والعمل على ترسيخها في المجتمع المغربي، خاصة في ظل الأزمة الخانقة التي شلت الحركة الفنية عموما والسينمائية على وجه التحديد، تزامنا مع فترة الجائحة، وقبلها بكثير، حيث أضحى عدد دور السينما في تراجع مهول يستوجب طرح أكثر من علامة استفهام عريضة.. فعلا إنها تجربة رائدة قد تغير أشياء كثيرة، تحتاج لا محالة إلى نقاش جاد وفعال، لعلها الرقي بالذوق العام وتطويعه نحو آفاق أرحب تستوعب الجميع، بأفكارهم ومعتقداتهم وتراكماتهم الأيديولوجية والنفسية...