أقدم حاضرة في تاريخ المغرب.. فيلم وثائقي يُعيد نسج خيوط 13 قرنًا مرت على تأسيس "سجلماسة"
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
أماط فيلم وثائقي اللثام عن "سجلماسة"، الريصاني حاليا، التي تأسست منذ 13 قرنا، مسلطا الضوء على ذاكرة أقدم حاضرة في تاريخ المغرب.
وتعد سجلماسة من المدن العريقة؛ إذ تأسست سنة 140 للهجرة حسب العديد من المصادر التاريخية الوسيطية، وتعد كذلك أول مدينة إسلامية في الغرب الإسلامي بعد القيروان.
كما أهلها موقعها الجغرافي لتكون ملتقى تيارات الحضارات العربية الإفريقية الأندلسية المشرقية والمحلية، ما جعلها فضاء للتعايش بين العرب والأمازيغ واليهود والأندلس والأفارقة.
وعرفت سجلماسة بمعمارها وأسوارها العالية وقصورها التاريخية، وما تبقى من الزخارف والمباني ليس سوى امتداد لحضارة عريقة وقديمة قدم التاريخ الضارب في أعماق الفكر الإنساني.
الفيلم الوثائقي تضمن شهادات وإيضاءات عدد من الباحثين في التراث الفيلالي؛ كل هذه التصريحات تعزز دور سجلماسة ومكانتها سابقا وحاليا رغم اختلاف الظروف والأحوال.
وعرفت سجلماسة، أيضا، كونها أول مدينة دُرس بها علم البيان في المغرب، ما جعلها قبلة لطلاب العلم والعلماء. كما أن النهر الذي تشتهر به (زيز) يشبهه الباحثون بنهر النيل المصري.
ورغم اندثارها ماديا؛ بيد أن علومها وثقافتها وفكرها ما تزال تعيش وتوزعت في سائر ربوع تافيلالت، ولا أدل على ذلك من تأثيرها الإيجابي على باقي الأقطار المجاورة.
تجدر الإشارة إلى أن الفيلم الوثائقي من إعداد مصطفى تيليوا، رئيس مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث، بدعم من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، من إخراج خالد الحسناوي.