اعترف بتوقعاته المخطئة.. ناقد مغربي.. "أسامة بسطاوي" ليس كالآخرين

اعترف بتوقعاته المخطئة.. ناقد مغربي.. "أسامة بسطاوي" ليس كالآخرين

أخبارنا المغربية

أخبارنا المغربية عبدالاله بوسحابة

يواصل المسلسل المغربي الدرامي "كاينة ظروف"، تحقيق نجاحات كبيرة، سواء من حيث نسب المشاهدات العالية، أو حتى على مستوى الشعبية والنقاش الكبير الذي أثاره، بعد أن تناول موضوع "السجينات" بأبعاده السيكولوجية والاجتماعية.

وقد عرف هذا المسلسل الدرامي تألق أسماء وازنة في سماء الفن المغربي، بصمت على أداء مبهر أثار إعجاب عدد كبير المتابعين، خاصة النقاد الذين أثنوا واشادوا بها، ضمنهم الفنان "أسامة بسطاوي"، الذي جسد شخصية "يوسف"، التي تعد امتدادا لـ"ولد الدرب" المخلص، المعطاء والحنون الذي يلجأ الكل إليه طلبا للمساعدة، ولا يبخل عليهم رغم وضعه الاجتماعي الصعب.  

وارتباطا باسم "أسامة" الذي هو سليل فنان كبير من قيمة الراحل "محمد بسطاوي"، فقد نشر الناقد المغربي "فؤاد زويريق" تدوينة عبر حسابه الفيسبوكي، قدم خلالها تقييما وتشخيصا دقيقا لأداء هذا الفنان الذي حاز ثناء وتقدير الجمهور المغربي، بعد أدائه المميز في مسلسل "كاينة ظروف". 

 وجاء في تدوينة "زويريق": "في مشاهده الأولى من مسلسل 'كاينة ظروف، لاحظت أو هكذا تهيأ لي أن أسامة بسطاوي سيكرر نفسه ويسقط في فخ التنميط، ويصبح صيدا سهلاً لثقافة الإرتجال التي تعيشها أعمالنا الدرامية"، قبل أن يتابع حديثه قائلا: "لكن بعد ذلك، ومع توالي الحلقات وحصوله على مساحة أكبر، أدركتُ خطأ توقعي، حيث انطلق أسامة بسطاوي ونسج حول نفسه شرنقة متماسكة من الإبداع الإحترافي في فن التشخيص، فتميز وسما بفنه عاليا، وأثبت بجدارة على أنه ممثل مبدع إذا ما أتيحت له الفرصة كاملة غير منقوصة".

وشدد الناقد المغربي على أن: "أسامة البسطاوي ليس كالآخرين"، مشيرا إلى أنه: "لن ينجو أبدا من المقارنة المستمرة بينه وبين والده الراحل محمد بسطاوي"، قبل يؤكد قائلا: "قلتُها يوما، ومازلت عند رأيي، إن الموهبة الفنية التي ورثها عن أبيه ثقيلة للغاية، وتحتاج الى عدم الاغترار بالنفس ولا بالنسب، كما تحتاج الى مراجعة الذات من حين الى آخر والوقوف على نقائصها وسلبياتها".

 كما أكد "زويريق" على ضرورة حرص "أسامة" على المثابرة والتكوين المستمر حتى تتقوى شخصيته وتترعرع بعيدا عن اسم بسطاوي الأب، حيث قال في هذا الصدد: "لا نريده نسخة طبق الأصل من والده، كل ما نريده أن يكون (بسطاويا) مختلفا، مستقلا بشخصيته الفنية وروحه الإبداعية، قادرا على خلق اسم خاص به بكاريزما جديدة محددة المعالم وذات إضافة نوعية، وأظنه كذلك، فقد أبان عن جدارته في حمل هذا الاسم وفي نفس الوقت الابتعاد عن عباءته".

وارتباطا بما جرى ذكره، أوضح الناقد المغربي أن: "هذا ما يكشفه لنا مسلسل كاينة ظروف، حيث حقق فيه أسامة التميز بتشخيصه المتقن السلس، وتجاوبه المنسجم مع طبيعة الشخصية التي يؤديها، وكذا مع باقي الشخصيات المحيطة به، فأصبح نوتة مهمة داخل (مقطوعة تشخيصية) من أربعة نوتات رئيسية تعزف لنا ألحانا شجية بأدائها القوي والممتع"، مشيرا إلى أن: "هناك سامية أقريو، وراوية، وابتسام العروسي، إضافة إلى أسامة بسطاوي الذي أعطى لهذا الثلاثي نكهة أخرى أخرجته من الصبغة النسوية التي كان سيتلون بها لولا تواجده معهن، وهذا ظاهر جلي أمامي بل أمامنا جميعا لا يحتاج إلى تلميع أو تزيين، فلا مجال للعواطف ولا للمجاملات في هذا الميدان، هذا إن أردنا أن نسمو به فعليا، ولا مجال للرياء والنفاق في الفن، هذا إن أردناه فنا خالصا نقيا من الشوائب، وختاما أتمنى له كل التوفيق والنجاح وأتمنى لهذا المسلسل أن يواصل تألقه حتى آخر نفس".


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة