الوزير السابق "لحسن حداد" يَغوص "في قلب العاصفة" ليُقدّم "رؤى نقدية في زمن التغيير"
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
أصدر لحسن حداد، السياسي المعروف ووزير السياحة الأسبق، كتابا حديثا بعنوان: "في قلب العاصفة.. رؤى نقدية في زمن التغيير".
وشهد المعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم هذه السنة في العاصمة الرباط، تقديم وتوقيع، أمس الجمعة على الساعة الخامسة مساءً، الكتاب الصادر عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر.
ويُعتبر الكتاب، الذي يتكون من 7 أجزاء، مواكبة شبه منتظمة للتحولات التي يعرفها العالم، مع التركيز خصوصا على شمال إفريقيا وغرب أوربا والغرب الإفريقي والساحل.
الكتاب يعد رصدا نقديا للتحولات التي عرفها العالم وهذه المنطقة المترامية الأطراف، خصوصا في عالم يشهد تحولات كبرى مرتبطة بمخلفات الأزمة المالية والاقتصادية، والحروب التجارية الأمريكية، وأزمة كورونا، والحرب الروسية في أوكرانيا، والتحولات الجيواستراتيجية في كثير من بقاع العالم.
وتعد الأجزاء السبعة التي يشتمل عليها هذا الكتاب، وفق حداد، شهادات حية على عمليات رصد منتظمة لقضايا ونقاشات وظواهر وأحداث سياسية واقتصادية على مر السنوات القليلة الفائتة.
هذا وتهم هذه القضايا حلقات ومستويات تخص المغرب أولًا، ثم جواره المغاربي والعربي والأوربي والإفريقي ثانيا، ثم قضايا ذات بعد كوني ثالثا.
ويرى الوزير السابق أن الخيط الرابط بين الأجزاء والفصول المكونة لها هي المقاربة التحليلية وطبيعة التيمات التي تم تناولها، ووجهة النظر التي يتم تبنيها في كل مناسبة.
هذا واستمد حداد هذه المقاربة من الدراسات الثقافية في بعدها المابعد حداثي والمابعد كولونيالي والتفكيكي، وكذا الوعي النقدي للمعادلة المناخية وتحدياتها، فضلا عن محدودية النموذج الاقتصادي الحالي في تلبية قضايا التنمية المستدامة، ثم تنامي الفكر الشعبوي كرد سلبي على مشاكل اقتصادية وسياسية كونية ومعقدة.
إن المقصود بالدراسات الثقافية، حسب الكاتب عينه، هو فهم القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، من وجهة نظر ديناميات الحياة وتمثلاتها على مستوى السلطة الفعلية والرمزية وقضايا النوع والهوية والذاتية واللغة والتفاوتات الاجتماعية.
أما المقاربة الما بعد الحداثية بالوعي، يشرح حداد، فتتميز بتموقع الذات في أزمنة الحاضر والماضي والنقد المتجدد للأنا في علاقتها مع الواقع في تجلياته المادية والغير مادية. وهذا النقد هو أساسي ليس فقط في المقاربة الثقافية والأدبية والفنية؛ ولكن كذلك في تحليل الخطاب السياسي والخطابات الأيديولوجية المرافقة له.
أما التفكيك؛ فيرى الكاتب أن المعني به هو تحليل نقدي للمفاهيم في علاقتها مع الانطلاقات الفكرية والفلسفية والسياسية الصريحة والمُضْمَرة، التي تعتمد عليها وإظهار التناقضات البلاغية التي تسقط فيها والكل من أجل تحديد تأريخيتها.
وبخصوص نسق هذه المقاربة فهو، يمضي حداد في شرحه، فهو النسق المابعد كولونيالي المتميز ببناء الدولة الوطنية الحديثة على أنقاض التجربة الكولونيالية بتحدياتها، خصوصا على مستوى السيادة وتحقيق الوحدة الترابية للأوطان.
وشدد الكاتب على أن هناك صحوة جديدة للدول العربية والإفريقية في علاقاتها مع الدول الغربية، استعمارية كانت أو امبريالية، على حد سواء؛ وهي صحوة تقطع مع عهود التبعية والاعتماد على القوى الاستعمارية السابقة في الحماية الدبلوماسية والتعامل الاقتصادي.
إن هذا النوع من "الاستقلال الجديد" يعطي فكرة مُهيكِلة حول تطور الوضعية الجيواستراتيجية بإفريقيا والمنطقة العربية والبحر الأبيض المتوسط، يقول الحسن حداد.
وعليه؛ يضيف المؤلف ذاته، فالكتاب عبارة عن محاولات للتقعيد لسياسة الممكن، مستعملا آليات التحليل التفكيكية والما بعد حداثية والمابعد كولونيالية، ولكن في إطار يتميز بتحديات كبرى.
ومع ذلك، يخلص حداد، فالمقاربة تتوخى إعطاء الأمل في تنامي الوعي الوطني والجهوي والعالمي لتجاوز القضايا المزمنة، والوصول إلى تفاعلات جديدة ومتجددة أكثر استدامة وأكثر عدلا.
تجدر الإشارة إلى أن الأجزاء السبعة المكوِّنة لهذا الكتاب تتناول مواضيع مختلفة؛ مثل كيفية قراءة وقع الوباء وآثاره، ومعادلات التنمية في الوقت الحاضر، وإشكاليات الجوار لبلد مثل المغرب، والشراكات التي تربطه مع الدول المجاورة والصديقة، ودور المغرب على المستوى الدولي، والثقافة كرقم أساس في معادلة التنمية، وأخيرا العالم بعيون مغربية.
يذكر أن لحسن حداد أستاذ جامعي في التدبير والتواصل والعلوم السياسية والجيواستراتيجيا وإدارة الأعمال، وعضو في مجلس المستشارين، وكذا رئيس اللجنة المشتركة للبرلمانين الأوروبي والمغربي.