استهتار مدبري الشأن المحلي بالقيمة الفنية لأعمال منحوتة يثير غضب المراكشيين

استهتار مدبري الشأن المحلي بالقيمة الفنية لأعمال منحوتة يثير غضب المراكشيين

أخبارنا المغربية

أخبارنا المغربية - مراكش

أثار إقدام المجلس الجماعي لمراكش على تقطيع وتهشيم أعمال فنية عبارة عن أشجار منحوتة كانت تزين طريق تاركة، غضب المراكشيين، وخصوصًا المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي في المدينة. العملية اعتبرها كثير من هؤلاء "استهتارًا" غير مقبول من مدبري شأن مدينة بحجم وتاريخ مدينة عريقة كمراكش، خصوصًا وأن الأعمال المذكورة كانت من إبداع 22 فناناً متخصصاً في النحت على الخشب من المغرب وتركيا، إيطاليا، رومانيا، بولونيا، فرنسا، وإسبانيا. هؤلاء الفنانون نجحوا في مايو 2009 بفنية وإبداع فائقين في تحويل جذوع أشجار ميتة يتجاوز عمر بعضها 300 سنة إلى تحف وأعمال فنية، أعادوا لها الحياة وباتت تجتذب إليها كمعرض مفتوح بالشارع العام زوارًا من مختلف أنحاء العالم. صاحب الفكرة حينها كان الفنان المغربي حافيظ تاكورايت، الذي عمل مع مؤسسة فرنسية متخصصة على إخراج المشروع الفني والثقافي إلى حيز الوجود.

للإشارة، فتداول صور القطع الفنية وهي تحطم وتتحول إلى قطع حطب قد تُباع في أفضل الأحوال ببضع سنتيمات للكيلوغرام لأحد الفرانات أو الحمامات التقليدية لتحويلها إلى نيران، أشعل لهيب قلوب المراكشيين ودفعهم للتساؤل عن موقع الثقافة في الشأن العام. وكان بلاغ سابق للمجلس الجماعي لمراكش قد "برر" اضطراره لعملية قطع الأشجار بإعاقتها لتوسعة طريق تاركة وتأهيلها، قبل أن يضيف أنه “إذ يعزّ علينا اللجوء إلى عملية القطع، فإننا نؤكد للمهتمين ولعموم الساكنة أنه سيتم قطع الأشجار التي تعرقل مسار الأشغال فقط، والعمل على تعويضها وغرسها في أماكن الاصطفاف الجديدة، كما سيتم الحفاظ على باقي الأشجار الأخرى في مكانها الأصلي وبيئتها الطبيعية”.. لكن يبدو أن المجلس تحدث عن الأشجار الخضراء دون الحديث عن تلك المنحوتة...

وكان أحد الفنانين المشاركين في عملية النحت الجماعي للأشجار بمراكش في 2009 قد أوضح في تصريح صحفي وكأنه يتحدث الآن بالقول: «إننا بهذا المشروع الفني نحاول بما توافر لنا من أفكار وألوان وأدوات متواضعة الوقوف في وجه زحف الأسمنت ووقف البنايات الشاهقة التي لا ذاكرة لها ولا بعد جمالي تمتاز به، وأصحابها لا يهمهم الفن بقدر ما يهمهم جمع الأموال الطائلة. ثم إن هذه الشجرة التي تراها أمامك يفوق عمرها الـ 300 سنة، وهي ذاكرة يجب أن نحترمها وليس من حق أي إنسان أن يقتلعها من جذورها..."


عدد التعليقات (2 تعليق)

1

مراكشي

لمن تعاود زابورك يا داوود

أنتم تتكلمون على من يدبر الشأن العام كأنهم متشبعون بثقافة الجمال في أي شيء وله ثقافة وحمولة ثقافية يمكنها أن تثنيهم على تحطيم منحوتات الفناها وأصبحت ملك لذاكرة مراكش لكن لاحياة لمن تنادي كنت مؤخرا في إحدى المدن التركية وهي Eskisehir وهي عبارة على متحف مفتوح وسالت عن عمدتها فقيل لي بأنه فنان نحات ومثقف جعل من هذه المدينة النظيفة تحفة فنية فياحسرتا على العباد

2024/08/12 - 05:24
2

إبن البلد

كان بالأحرى

كان بالأحرى بالذين اعطوا تعليماتهم ووعزوا إلى تلشركة المكلفة بتوسيع الرصيف أن بنبهوها بأن بتم قطع وإزالة تلك المنحوتات بشكل بحفظ قيمتها وجماليتها وأن توضع مثلا في احدي حدائق مراكش كعرصة مولاي عبد السلام او منتزه ولي العهد مولاي الحسن ،لكن لاحياة لمن تنادي وهذه من العيوب الكثيرة والمستوى الثقافي والتدبيري لجلهم والتي يتميز بها الذين بتم انتخابهم لكي يدبروا ا الشأن المحلي كما يقال من الخيمة خرج مايل،حسبنا الله ونعم الوكيل

2024/08/17 - 03:38
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات