برامج المواهب: صناعة للنجوم أم تسليع للفن؟

الصعود السريع قد يؤدي للهبوط المفاجىء
الصعود السريع قد يؤدي للهبوط المفاجىء

أخبارنا المغربية

تثير برامج المواهب جدلا كبيرا في الوسط الفني، حيث يعتبرها البعض وسيلة مبتكرة لصناعة نجوم المستقبل في مجال الغناء والتمثيل بشكل خاص، فيما يرى الآخرون أنها مجرد وسيلة للترفيه والربح.

وتتسابق الشركات التجارية على رعاية هذا النوع من البرامج الذي يتمتع بشعبية كبيرة لدى جمهور الشباب في العالم العربي، فيما يبحث المشاركون عن الفوز ببعض الشهرة والرعاية من قبل شركات الإنتاج.

ويؤكد المغني الشاب محمد المشعل أن برامج الهواة لا يمكن أن تصنع مطربا "فكل الذين شاركوا فيها انتهوا بنهايتها ولم يعد لهم صيت".

لكنه يؤكد لصحيفة "القبس" الكويتية أن كل فنان جديد يحتاج لشركة إنتاج تؤمن بموهبته وتدعمه ليحقق الشهرة والانتشار، مشيرا إلى أن زحمة الأصوات في الساحة الفنية جعلت من الصعب على الفنان الشاب إثبات وجوده واستمراريته.

وتمتلىء الفضائيات العربية بعشرات البرامج المتخصصة باكتشاف المواهب من قبيل "آراب آيدول" و"اكس فاكتور" و"سوبر ستار" و"ستار اكاديمي" التي تمثل النسخة العربية من برامج غربية مشهورة، فضلا عن بعض البرامج المحلية في بعض الدول العربية.

و يؤكد الفنان الشاب عبدالعزيز الأسود (خريج ستار أكاديمي) لصحيفة "الجريدة" الكويتية أنه يدين لبرامج المواهب في الشهرة التي حققها حتى الآن، لكنه يؤكد بالمقابل أن هذه البرامج "لا تخرّج الفنان كاملاً، بل على الفنان الحقيقي العمل الجاد بعد تخرجه واستغلال التعليمات والنصائح التي تلقاها وتطبيقها على أرض الواقع".

ويشيد الفنان كاظم الساهر بالتجربة التي خاضعها في لجنة تحكيم برنامج "ذا فويس"، مشيرا إلى أن المشتركين "حصلوا على فرصة رائعة في حياتهم الفنية، واستفادوا كثيراً في علم الصوت، وقد حاولت بالتعاون مع أعضاء لجنة التحكيم منحهم ما لدينا من معرفة تساعدهم على بدء حياتهم الفنية".

ويؤكد لصحيفة "البيان" الإماراتية أن هذه البرامج تشكل فرصة جيدة للمواهب الجديدة التي تسعى للوصول إلى الجمهور "نظرا لطبيعة ما تعانيه شركات الإنتاج من أزمات أدت إلى إغلاق بعضها، فضلاً عن عمليات القرصنة التي أثرت كثيراً في الإنتاج الموسيقي العربي".
    
وساهمت برامج المواهب في سطوع نجم عشرات الفنانين العرب كراغب علامة وماجدة الرومي (استديو الفن) وصابر الرباعي وصوفيا صادق (نجوم الغد) وغيرهم.

لكن المراقبين يؤكدون أن هذه البرامج أخذت تهتم في السنوات الأخيرة بالتسويق والربح أكثر من صناعة النجوم، مؤكدين أن معايير اختيار أو المشاركين في بعضها تقوم على العلاقات الشخصية والحسابات الاقتصادية وغيرها.

وتقول الفنانة شهينار (خريجة ستار أكاديمي) "ما يتم اذاعته فى البرنامج على شاشات الفضائيات مختلف تماما عن الحقيقة، فالمتسابقون يتعرضون لضغوط نفسية هائلة، لكن هناك متسابقين محددين يتم الاهتمام بهم ومحاباتهم على حساب آخرين".

ويضيف زميلها رنيم قطيط لموقع "فيتو" المصري "معظم المواهب الفائزة في برامج المسابقات الكبرى تكون فريسة سهلة لشركات الإنتاج الصغيرة والوهمية، بعضها تعاقدت معنا للاستفادة من النجاح الذى حققناه ومنحنا وعودا براقة بالانتاج والرعاية، وهذا سبب لها الشهرة والوصول الى النجوم الكبار، ثم تم إهمالنا لاحقا".

بالمقابل يحذر البعض خريجي برامج المواهب من الإصابة بداء الغرور والنرجسية الذي قد يصبهما نتيجة الشهرة المؤقتة التي تتيحها له هذه البرامج، مؤكدين أن الصعود المفاجىء قد يؤدي للهبوط السريع إذا لم يتم استثماره بشكل جيد.

وتقول الكاتبة مرام عبدالرحمن مكاوي إن النجوم "الذين انتقلوا من الدور الأرضي إلى الثلاثين بمصعد يعمل بسرعة الضوء، ولم يستخدموا السلالم"، قد يتحولون أحيانا لمجرد عارضي أزياء، مع غياب النقد الموضوعي والنصيحة من جمهور النقاد والمبدعين.

وتخاطب النجوم الجدد في مقال بصحيفة "الوطن" السعودية "قيمتكم تكمن فيما تحسنون القيام به، ومعظمكم بالفعل موهوب ومتألق، ولكن شهرتكم تأتي من حب جمهوركم لكم، والذي بدوره يغذي اهتمام وسائل الإعلام ومنظمي المناسبات بكم، ومتى ما شعر جمهوركم بتعاليكم عليه فسينفض عنكم، وتعودون بعدها فجأة كما كنتم سابقا".

إعداد: حسن سلمان


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة