طانطان تستضيف ندوة أكاديمية حول حضور الصحراء في السينما المغربية
أخبارنا المغربية
محمد الصوفي
اجمع نقاد وباحثون وأكاديميون ليلة أمس الاربعاء بمدينة طانطان، على ان الصحراء في السينما المغربية، ما تزال تحتاج الى مزيد من الاهتمام، من قبل المخرجين والسينمائيين، وذلك من اجل استنطاق سحرها، وخزائنها، وتراثها، وابراز مكوناتها الطبيعية والانسانية والكونية والمجتمعية.
واكد المتدخلون في الندوة الفكرة حول(حضور السينما في الصحراء المغربية) التي اقيمت ضمن فعاليات الدورة الاولى من ملتقى طانطان للشباب السينمائي، ان حضور السينما في السينما الوطنية ما تزال باهتة، باستثناءات قليلة، داعين بالمناسبة الى ايلاء هذا الموضوع، المكانة التي تستحقها، لما له من دور كبير في خلق الفرجة السينمائية الراقية، اسوة بالعديد من الافلام الدولية والعالمية.
وشدد الباحث حسن مجتهد في مداخلته على ان السينما مثلها مثل الشعر، هي وسيلة حقيقية للترافع حول القضايا الوطنية، متسائلا الى اي حد نجح السينمائيون المغاربة في هذا الاطار؟.
وذكر مجتهد بالعديد من الاعمال التي تناولت موضوع الصحراء، ومنها افلام"طرفاية باب البحر" و"بازوليني" و " الجامع" للمخرج داوود اولاد السيد، فضلا عن فيلم عبد الله المصباحي عام 1989، وفيلم (اكثر منم نصف قرن من تاريخ المغرب)، و(الصحراء المغربية عبر العصور)، و(صفحات من تاريخ السينما المغربية)، ثم (الاحجار الزرقاء) لنبيل عيوش.ودعا بالمناسبة الى الاهتمام بالتجارب السينمائية الشبابية بالمنطقة، والتكوين في مجال السمعي البصري، والتركيز على الموروث الثقافي المحلي، ودعم العمل الجمعوي، وجعل السينما الدبلوماسية الموازية لتحقيق الرهانات.اما الناقد مبارك حسني فقال في مداخلته ان الصحراء هي فضاء كل الاحتمالات، وسحرها مطمور تحت غبارها، حيث ربط بين الحس الشعري لهذا الفضاء، وبعض التجارب الافريقية والمغربية والعالمية، لتوظيف الصحراء في السينما، وبخاصة افلام لورانس العرب، و"هلين" لمخرجه المالي سليمان سيسي، "وفي انتظار السعادة" لعبد الرحمان سيساكو.
وعلى المستوى المغربي اضاف انه لم يتم التطرق الى الصحراء الا في الاونة الاخيرة، انطلاقا من فضاءات ورزازات التي تحولت الى قبلة للعديد من المخرجين العالميين، مذكرا ببعض الافلام المغربية التي تناولت الموضوع، وبخاصة فيلم"عطش" لسعد شرايبي، و"طرفاية باب البحر" لداوود اولاد السيد.
وتساءل حسني ان كان المخرجون المغرابة تناولوا الصحراء من الداخل، لان الصحراء، ليست هي الواحات وكثبات الرمل، بل عادات وطقوس، وقيم انانية، وجغرافيا وبيئة واحلام.من جهته قدم الدكتور عبد الله الشيخ، في مداخلته خلال اللقاء الذي نشطه الحسين انشاد، العديد من التداعيات والتمثلات حول الصحراء، كفضاء تخييلي وكجدلية تتفاعل فيها الكثير من الثنائيات الضدية الجميلة.ولامس بالمناسبة، التي تمت فيها ايضا قراءة مداخلة الدكتور حبيب الناصري الذي تعذر عليه الحضور، الكثير من القضايا التي همت طقوس العبور في الصحراء، والهوية الوطنية، والحلم، والصورة الضوء والسحر، والفضاء مفتوح على كل الجماليات.
اما محمد اشويكة فقد تطرق الى عدد من المكونات التي تجذب المخرج الى الصحراء، منها اللون والضوء، والحرارة والجمال والفراغ، والسحر الطبيعي الجيمل.كما تطرق في كلمته الى العديد من الاعمال المغاربية التي تناولت موضوع الصحراء، وبخاصة لدى المخرجين ناصر الخيام وابراهيم تاكي، من خلال فيلمه(اروان) وفيلم فريدة بليزيد، مذكرا بافلام النوستالجيا الجميلة، ومؤكدا بان الصحراء التي تحتاج الى مزيد من الاهتمام في السينما المغربية تبقى فضاء الرومانسية والتحول الغربة والاحلام.
وتوج اللقاء، بحفل تكريم الناقد مبارك حسني، وتوقيع كتيب صدر عنه بمناسبة هذا الملتقى الذي يختتم غدا، وقدم له الناقد احمد سيجلماسي