السينمائيون الإيفواريون الشباب مدعوون إلى استلهام التجربة المغربية

السينمائيون الإيفواريون الشباب مدعوون إلى استلهام التجربة المغربية

أخبارنا المغربية - و م ع

دعا الوزير الإيفواري المكلف بالثقافة والفرانكفونية، موريس كواكو باندامان، مساء أمس الثلاثاء في أبيدجان، السينمائيين الإيفواريين الشباب ومهنيي السينما إلى استلهام التجربة المغربية، مشيرا، في هذا الصدد، إلى تنظيم أسبوع السينما المغربية في العاصمة الإيفوارية.

وخلال الحفل الافتتاحي لهذه التظاهرة المخصصة للسينما المغربية، أشاد كواكو باندامان، في البداية، بتنظيم هذا الحدث الثقافي، الذي يدل على التعاون النشيط بين المغرب وكوت ديفوار، اللذين توحدهما روابط عريقة نسجت في عهد جلالة المغفور له الحسن الثاني والرئيس الراحل فيليكس هوفويت بوانيي، والتي يسعى خلفاهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا إلى توثيقها أكثر لما فيه مصلحة البلدين.

وفي ما يتعلق بأسبوع السينما المغربية، الذي ينظم بمبادرة من المركز السينمائي المغربي والمكتب الوطني للسينما في كوت ديفوار، وحضور وفد مهم من المخرجين المغاربة، توجه وزير الثقافة إلى السينمائيين والمخرجين الإيفواريين الشباب قائلا "إنهم هنا لمساعدتكم على أن تجدوا مساركم، انتهزوا فرصة وجودهم، بالاستفادة من هذا الحدث، لأنه لا يمكن أن نصير مخرجين دون أن نحتك بالكبار" في مجال الفن السابع.

وفي ما يتعلق بالتعاون بين البلدين، ذكر الوزير الإيفواري بأن الاتفاق الأول الموقع بينهما يعود إلى عام 1973. وأضاف أنه منذ ذلك الحين، لم يفتأ تعاونهما يتطور مغطيا عدة مظاهر مشيرا إلى أن المملكة أوفت دائما بالتزاماتها إزاء كوت ديفوار.

ونوه ب"حضور الفنانين والسينمائيين الإيفواريين تقريبا في كل التظاهرات الثقافية والمهرجانات في المغرب باعتبارهم مشاركين أو أعضاء في لجان التحكيم، ما يشكل دليلا ساطعا على هذا الالتزام، الذي نفخر به، من قبل بلد شقيق"، معربا عن الأمل في أن يتم تنظيم أسبوع للسينما الإيفوارية في المغرب لإطلاع الجمهور المغربي "على إنتاجنا وعلى جهود الوزارة الوصية وبنياتها، وذلك بدعم من اليونسكو التي التزمت إلى جانبنا لتجسيد برنامجنا من أجل سينما إيفوارية ناهضة".

وأكد سفير المغرب في أبيدجان مصطفى الجباري، من جانبه، أن تنظيم أسبوع السينما المغربية (17-21 شتنبر) في أبيدجان يعكس العلاقات الطيبة بين المملكة وكوت ديفوار التي تغطي المجالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.

وأضاف الدبلوماسي المغربي أن الثقافة، باعتبارها ركيزة مهمة في التقارب بين الشعبين، تأتي لتعزيز مكانتها في هذا التعاون، معربا عن الأمل في أن يفتتح تنظيم هذه التظاهرة المخصصة استثناء للفن السابع المغربي مسلسلا للتعاون المستمر بين مهنيي البلدين.

وفي مداخلة قدمت باسم المدير العام للمركز السينمائي المغربي، نور الدين الصايل، أشاد بالتكريم الذي تخصصه كوت ديفوار للسينما المغربية من خلال تنظيم هذا الأسبوع الأول للفيلم المغربي، مضيفا أنه "من خلال تنظيم هذه التظاهرة، يعطي المكتب الوطني للسينما في كوت ديفوار والمركز السينمائي المغربي دفعة حقيقية للتعاون السينمائي بين بلدينا".



وأضاف السيد نور الدين الصايل أن تنظيم هذا الأسبوع في أبيدجان يشكل تكريسا يأتي في وقت تعرف فيه السينما المغربية دينامية حقيقية تعود في جزئها الأكبر إلى الدعم الذي يقدمه صندوق دعم الإنتاج السينمائي، فضلا عن وصول جيل جديد من المخرجين الشباب المتحمسين والموهوبين، ما ترجم على أرض الواقع في وتيرة متصاعدة من الإنتاج.

وفي هذا السياق، قدم السيد الصايل جردا مسهبا للإنتاج السينمائي المغربي. وأوضح، على سبيل المثال، أن إخراج الافلام القصيرة بلغ، في 2012، رقما قياسيا وطنيا ب122 فيلما قصيرا فيما لم تبلغ إلا أقل من 15 فيلما قصيرا سنويا قبل 2002، مشيرا إلى أن الشريط القصير يشكل مشتلا حيث تبرز المواهب الجديدة، وممرا إجباريا للمخرجين الشباب الباحثين عن الشهرة.

وفي ما يتعلق بإخراج الأفلام الطويلة، ذكر المسؤول عن المركز السينمائي المغربي أن الوتيرة بلغت 22 فيلما طويلا في 2012 فيما أنها كانت قبل 2004، أقل من 7 أفلام سنويا، معلنا أنه من أصل الأفلام الطويلة ال22 التي أنجزت في 2012 اثنا عشر فيلما (أي أزيد من 50 في المائة) هي أعمال أولى.

وحسب السيد الصايل، تعرف السينما المغربية، علاوة على إشعاعها على المستوى الدولي، أيضا نجاحا على المستوى الداخلي يتجلى في العديد من التظاهرات السينمائية الوطنية، كما يدل على ذلك نجاح المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، الذي يعتبر نموذجا ومصدر إلهام.

وأضاف أنه إلى جانب مراكش، ليس هناك مدينة كبيرة في مجموع التراب المغربي إلا ولها مهرجانها ومسابقتها الخاصة بها، مشيرا إلى أن عدد الدورات المنظمة سنويا ارتفع تدريجيا من 13 عام 2003 إلى 54 عام 2012.

ولاحظ السيد الصايل أنه إذا كانت السينما المغربية تشهد مردودية ثقافية واضحة، فإن المردودية الاقتصادية تطرح إشكالية ضخمة لا تخص المغرب وحده، متحدثا عن مشكل آخر في هذا القطاع وهو توزيع الفيلم في الخارج، موضحا أنه "وحدها الأفلام التي يتم إخراجها بالاشتراك تتمكن من تحقيق مردودية مادية، ما دفع المغرب إلى توقيع عدة اتفاقات للإنتاج المشترك مع عشرين بلدا".

وأكد المدير العام للمركز السينمائي المغربي أنه في ما يخص البلدان الإفريقية، يتحكم في الاتفاقات التي وقعها المغرب منطق التضامن والتقاسم والتعاون جنوب - جنوب، مقدما كأمثلة حالات الاتفاقات الموقعة مع كوت ديفوار والنيجر ومالي والسنغال وبنين وقريبا الطوغو وبوركينا فاصو والغابون.

يشار إلى أن التعاون المتميز بين المغرب وكوت ديفوار في المجال السينمائي بدأ قبل 1999 بالإنتاج المشترك لعدد من الأفلام من قبيل (لون قهوة) و(كاراميل) للراحل هنري ديبارك.

وقد انطلق أسبوع السينما المغربية بعرض الفيلم الطويل (ملاك) لعبد السلام الكلاعي الذي يطرح موضوع نبذ المجتمع لفتاة في سن السابعة عشرة (تشخص دورها الفنانة الشابة سناء موزيان) بسبب حملها بعد علاقة غرامية خارج إطار الزوجية.

فتكتشف ملاك أنها حامل، ويتخلى عنها أبو طفلها، وتفقد وضعها العائلي ووضعها كتلميذة ، وتجد نفسها وحيدة في مواجهة محيط يسيء معاملتها ويهمش الأشخاص الذين يوجدون في نفس وضعيتها ، وضعية الأم العازبة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات