المغرب: مهرجان موازين بنكهة الاحتجاج

المغرب: مهرجان موازين بنكهة الاحتجاج


منذ بضعة أيام ابتدأت فعاليات مهرجان موازين بالعاصمة المغربية الرباط، والذي يعرف مشاركة مطربين من مختلف أصقاع العالم، ولعل أهم سهرة غنائية أحدثت الجدل هذه الدورة، هي تلك المتعلقة بشاكيرا.

ينتظر أن تحيي الفنانة الكولومبية شاكيرا سهرتها الغنائية يوم السبت المقبل بساحة "السويسي" بالرباط المخصصة للفنانين الغربيين، ولهذا اشترى هشام تذكرته منذ أيام كي يضمن أن يكون في الصفوف الأمامية القريبة من الفنانة شاكيرا "أنا معجب كثيرا بهذه المطربة، فصوتها جميل جدا، وتقدم دائما الجديد لجمهورها، كما أن رقصاتها مبتكرة جدا". من جهتها، تؤكد رجاء أن شاكيرا تحظى بإعجاب الكثير من المغاربة والعرب ككل، ووجودها في المغرب يعتبر بالنسبة للكثيرين فرصة لا تنسى من أجل رؤيتها مباشرة.
 

شاكيرا تثير الجدل بالمغرب


قبل أيام من تنظيم موازين، رفعت شعارات ضد شاكيرا خلال الوقفات التي نظمتها حركة 20 فبرايروبالرغم من أن رجاء تسكن على بعد 200 كلم عن مدينة الرباط، فهي تحاول بأقصى جهدها أن تنتقل إلى العاصمة يوم الحفل وتقول إنه بالرغم من الشعارات المرفوعة ضد هذا المهرجان بسبب الظرفية التي يعرفها المغرب والعالم العربي، فهي تعتقد أن كل شخص حر في القيام بما يريد، وتضيف "من هو ضد هذا المهرجان بإمكانه ألا يذهب لفعالياته". في نفس الصدد يؤكد العديد من الشباب لموقع دويتشه فيله أن حضور شاكيرا للمغرب فرصة تاريخية من أجل الاستمتاع بالعروض الفنية الهائلة التي تقدمها هذه الفنانة العالمية.
 
لكن قبل أيام من تنظيم موازين، رفعت شعارات ضد شاكيرا خلال الوقفات التي نظمتها حركة 20 فبراير، ومن بينها :"اش بغينا شاكيرا، بغينا خبزة وكوميرا". وفي هذا الصدد يقول رشيد البلغيتي، عضو تنسيقية المطالبة بإلغاء موازين، إن شاكيرا تعرضت لكل هذا الرفض لأنها الفنانة المشاركة الأكثر شهرة. كما أنها منخرطة في عدد من القضايا، خاصة المرتبطة بالتربية والتعليم في أمريكا اللاتينية، وبالتالي يوضح البلغيتي أن" هذه الفنانة درس لمن يبذر أموال المغاربة، لأنها تأخذ من مالها من أجل دعم مشاكل بلادها، وهذه رسالة لمنظمي المهرجان لكي يجعلوا أموال المهرجان تصرف في قضايا مهمة كالصحة والتعليم".

أوجه مختلفة للاحتجاج ضد موازين....

 
 رجاء: "كل شخص حر في القيام بما يريد" افتتحت سهرات مهرجان موازين بحفل للمطربة السورية ميادة الحناوي التي أطربت الجمهور المغربي بثلة من أجمل أغانيها، كما تعيش العاصمة الرباط منذ يوم الجمعة الماضي على أنغام موسيقى غربية وشرقية، تلف جميع الأحياء، ويسمع صداها في كل أرجاء المدينة. لكن تنظيم هذه الدورة العاشرة من مهرجان موازين لقي معارضة كبيرة من طرف شريحة مهمة من المغاربة، الذين عبروا بطرق مختلفة عن مناهضتهم لهذا الحدث الفني. فاختلفت أشكال الاحتجاج من صفحات على الفيسبوك، إلى أغنية ألفها ثلاثة شبان مغاربة تحت إسم "مغرب السخافات" في إيحاء إلى الجمعية التي تنظم المهرجان، وتدعى "مغرب الثقافات". بالإضافة إلى أن العديد من مرتادي صفحة "الحملة الوطنية للمطالبة بإلغاء مهرجان موازين" على الفيسبوك، يعتبرون هذا الحدث الفني بمثابة وسيلة لإلهاء الشعب المغربي عن المشاكل الحقيقية التي يعيشها، كالفقر وانعدام البنية التحتية وسوء التعليم والصحة.

 

وكما يقول رشيد البلغيتي، لم تتمكن تنسيقية مناهضة مهرجان موازين من تنظيم وقفات احتجاجية موازية للمهرجان بسبب القمع والتنكيل الذي تعرض له المحتجون من طرف القوات العمومية خلال وقفتين تم تنظيمهما عند إحدى حفلات "أجيال موازين"، والأخرى عند اليوم الأول من بداية المهرجان، وفي تصريح لدويتشه فيله يتابع البلغيتي قائلا : "لقد فهمنا بذلك أن السلطة تسير في اتجاه قمع ممنهج لا يحترم الحق في التظاهر، وأنها عازمة على فعل أي شيء من أجل قمع هذه الحركة السلمية التي تختلف مع المهرجان، باعتباره مبتور الرؤية الثقافية وعنوانا للاستبداد الثقافي والمالي ".

 
اختلفت أشكال الاحتجاج على المهرجان على صفحات الفيسبوك وردا على هذا الأمر يقول عزيز الداكي، إن المعارضين للمهرجان يشكلون أقلية لاسيما وأن موازين يحضره كل يوم أكثر من 200 ألف شخص، وأضاف" نحن نحترم الناس الذين ينادون بالمقاطعة، ولكن هؤلاء الناس يجب أن يحترموا الأغلبية الساحقة التي لم تتبع كلامهم وحضرت المهرجان".

 

موازين ينتقل إلى مراكش لتحدي الإرهاب


 

اختارت جمعية مغرب الثقافات المنظمة للمهرجان تنظيم حفل اختتام موازين بمدينة مراكش تحديا للأحداث الإرهابية التي عرفتها المدينة الشهر المنصرم بمقهى أركانة. ويقول عزيز الداكي، المدير الفني للمهرجان، إن الدافع وراء هذا الاختيار هو التضامن مع عائلات الضحايا ومع المدينة والمغرب ككل، "والتأكيد على أن صوت الرعب والإرهاب لن يستطيع تجاوز صوت الموسيقى والسلام".  ويسترسل  الداكي موضحا "نبين كذلك للعالم أننا لن نخاف من أقلية جد صغيرة  حاولت زعزعة أمن البلاد، كما أن مداخيل بيع التذاكر التي تشكل 10 في المائة من المساحة الخاصة بمكان العرض ستذهب لعائلات الضحايا" وأكد الداكي أن المهرجان على يقين بأن دور الفنان هو التأثير في المجتمع الذي يعيشه.

 

إلا أن المعارضين لتنظيم مهرجان مراكش لا يوافقون على هذا الرأي، ويقول رشيد بلغيتي،  إن الموسيقى في المغرب كانت دائما علامة على الفرح والسعادة، وبالتالي فمن باب التضامن الذي يعرفه المغاربة هو عدم إعلان معالم الفرح عند فقدان أحد الأشخاص. ويعتبر البلغيتي أن تنظيم حفل موسيقي لا يمكنه أن يكون وسيلة للتضامن. ويستطرد موضحا " نظرا للحراك الشعبي وأحداث أركانة ، والأحداث الدامية التي تقع في المنطقة العربية، كان من الأولى إلغاء هذا المهرجان."

 

 سارة زروال – الرباط

مراجعة: منى صالح


عدد التعليقات (6 تعليق)

1

ادريس المريني

كيف وزوج شاكيرا سيلعب المباراة النهائية بين البارصا ومانشستير _ هذا يدل على الثمن الممنوح للامريكية من طرف المبذرين المغاربة واساتذة الزنزانة التاسعة يجوبون الشوارع ويتعرضون للقمع الهمجي وحرارة الشمس ومشقة السفر الى العاصمة

2011/05/27 - 06:01
2

رانية

المثل الشعبي اللي اجدادنا قالوه من زمان \"هذا الشعب تجمعه الغيطة و تفرقه الزرواطة\" اقول لمن يساند المهرجان حتى نحن مغاربة دواقون للادواق الممتازة و تعجبنا النصوص الهزازة و لكن بما فينا فقراء يقتاتون من براميل القمامة و يبيتون تحت القناطر و نحن عندنا ما يكفي لتحسين صورتنا مع السياح كان الاولى ان نطفئ غضب الشارع بتلبية مطالب كل المحتجين و لن يصل سقف المصاريف ميزانية موازين . وما كنا اليوم موضع انتقادات من كل العالم كيف لدولة تعيش على مساعدة الدول الغنية تبدر اكثر مما تحصل عليه كما اصبحنا يضرب بنا مثل \"اش خصاك العريان الخواتم ا مولاي\"

2011/05/27 - 11:40
3

أنا

أنا لا ة لن أتكبد مشاهدة مهرجان يبذر أموالا أنا و الكثيرون غيري أحوج إليها لانتشالنا من غول البطالة، أما من يقولون إن أكثر من 200 ألف يحضرونه فهم أقلية لا يمثلون الشعب المغربي المسحوق من كل الجوانب أما عن النقل المباشر فلست على استعدادكا الكثيرون لإهدار وقتنا و التفرج على أموالنا تهدر بغير حق

2011/05/28 - 02:20
4

مغربي فخور

لنفرض عرضا أن عدد من ينادون بمنع موازين 200 ألف, فهل يمثلون 30 مليون مغربي ؟ لماذا يحاول البعض فرض رأيه على الأخرين دون وجه حق؟

2011/05/28 - 02:38
5

علي

ان الديموقراطية لا تقاس هكذا. ان من يقول اننا احرار نفعل ما نشاء، فلماذ يقمعون الاطباء وهم احرار، لماذا يقمعون المعطلون وهم احرار، اذن نحن لسنا احرار، ومع ذلك افعل ما شئت، لكن لا تبدري اموال الشعب. تتكلمين عن الحرية وانت تزكين من يعبثوا باموال الشعب، اين هي الحرية. نحن لسنا ضد شاكيرا ان تغني في الرباط او الدار البيضاء، لكن نحن ضد ان تبدر اموال الشعب،هذا هو مطلبنا، لاتخلط او تتعمدو خلط الاشياء، ان حريتك تقف عندما تمسين حرية الاخرين. ان حركة 20 فبراير جاءت لترفع الحيف عن ابناء هذا الوطن، وما خطاب 9 مارس الا رد فعل عن هذه الحركة وليس خيارا. السياسة لا تؤمن بالحياد اما ان تكون ضد الفساد و اما ان تكون مع الفساد.

2011/05/28 - 03:58
6

احمد سالم

لو لم تلق مشاركتي انتقادا صريحا لعلمت انني لم أكتب شيئا لكن من خلال ردك تأكدت انني أصبت كبد الحقيقة وأخرجت الذئاب من مخابئها

2011/05/28 - 09:21
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات