"العلاقات الثقافية بين المغرب وعمقه الإفريقي" محور ندوة ضمن فعاليات مهرجان "أكبار" ببوجدور
أخبارنا المغربية - و م ع
شكل موضوع "العلاقات الثقافية بين المغرب وعمقه الإفريقي" محور ندوة نظمت، أمس الأحد، ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان "أكبار" ببوجدور الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ما بين 2 و 6 نبر الجاري.
وقارب الأساتذة والباحثون، المشاركون في هذه الندوة التي نظمتها مندوبية وزارة الثقافة ببوجدور، الموضوع من جوانبه التاريخية والأدبية، وذلك انسجاما مع تظاهرة "يوم إفريقيا".
وفي هذا السياق، أبرز الباحث مربيه ربو ماء العينين، أن الطريقة القادرية وآصرتها الروحية في كل من المغرب وموريتانيا وغرب إفريقيا انطلقت من منطقة "الحوض" جنوب شرق موريتانيا لتنتشر زواياها في المغرب على يد الشيخ ماء العينين وفي موريتانيا والسنغال على يد الشيخ سعد أبيه.
وأضاف أن الطريقة القادرية انتشرت أيضا بجنوب السينغال وغينيا بيساو وسيراليون وغيرها على يد الشيخ المحفوظ بن الشيخ الطالب، مشيرا إلى أن زوايا هذه الطريقة كان لها دور علمي وروحي في تمتين أواصر المحبة والإخاء بين مجتمعات شمال غرب إفريقيا.
واستدل الباحث سعيد حراش على الأواصر التي جمعت المغاربة بالعمق الإفريقي من خلال الرحلات العربية الإسلامية عبر الصحراء والانفتاح على إفريقيا جنوب الصحراء، مشيرا إلى أن ما يوضح هذا المعطى هو المؤلفات والمخطوطات التي أنجزها الجغرافيون والمؤرخون والرحالة والفقهاء والتجار العرب، حيث انفتحوا هناك على عدة ظواهر منها التعدد العرقي والوعاء اللغوي وواقع الحياة الدينية والاجتماعية.
ويرى الباحث الحسين باتا أن التصوف المغربي كان له تأثير واضح على مجتمعات إفريقيا جنوب الصحراء، مبرزا أنه فضلا عن دور التصوف المغربي في ترسيخ الثقافة العربية الاسلامية فقد كان هذا التأثير حاضرا في الحياة السياسية، مستشهدا في ذلك بالحركة التي قادها الحاج عمر الفوتي، وغيره من العلماء والمفكرين المغاربة أنذاك.
أما الباحث عبد الكريم رفيق فأبرز أن الطريقة القادرية المختارية كان لها ولا تزال دور كبير في تمتين العلاقات المغربية الإفريقية، مشيرا إلى أن هذه الطريقة خلقت وشائج عديدة في المجال الديني والاجتماعي والسياسي بين المغرب وعمقه الإفريقي، سواء في الجزء الجنوبي والشرقي من بلاد البيضان، أو في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.