النجاح في تطبيق إصلاح ناجع للمنظومة التربوية محك حقيقي للنجاح في إصلاح مختلف الميادين (السيد بيد الله)
أخبارنا المغربية - و م ع
أكد رئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، اليوم الأربعاء بالرباط، أن نجاح المغرب في تطبيق إصلاح ناجع للمنظومة التربوية يعد محكا حقيقيا للنجاح في الإصلاحات التي تهم مختلف الميادين.
وأوضح السيد بيد الله، في كلمة افتتاح يوم دراسي نظمه الفريق الفيدرالي للوحدة والديمقراطية حول موضوع "إشكاليات التعليم وآفاق الإصلاح"، أن استشراف مدرسة المستقبل يتوقف على كسب خمسة رهانات استراتيجية تهم في المقام الأول قدرة المدرسة على تكوين مواطن متشبع بالهوية المغربية الموحدة بثوابتها الراسخة، والمتعددة بروافدها اللغوية والثقافية.
وأضاف أن هذه الرهانات تتمثل أيضا في رفع تحدي الاندماج الفاعل في مجتمع المعرفة، والرفع من مؤشرات التنمية البشرية والإدماجية للمغرب، والرفع من جودة عمل الفاعلين التربويين، عبر تكوين معرفي متين وكفايات بيداغوجية وظيفية، ونظام ناجع للتحفيز والترقي والتقويم، فضلا عن تمكين المدرسة من كل الوسائل البشرية والمعرفية والبيداغوجية، ومن الاستقلالية الوظيفية وتنويع العرض التربوي والتكويني، على نحو يجعلها مدرسة تضع المتعلم في قلب انشغالاتها وغاية نجاحها.
واعتبر أن كسب هذه الرهانات سيجعل المدرسة المغربية بقطاعيها العام والخاص مدرسة جديرة بعصرها، مواكبة لتطوره، متصالحة مع مجتمعها، يسهم في إنجاحها الجميع من أجل الجميع، وتسهم بدورها في الرفع من مستوى الرأسمال اللامادي.
ومن جانبه، أكد رئيس الفريق الفدرالي للوحدة والديمقراطية بمجلس المستشارين السيد محمد دعيدعة، أن التطور الحالي لقطاع التعليم، المرتبط أساسا بالسياسات التعليمية المتتالية التي خضع لها، كشف عن الصعوبات التي أعاقت اضطلاعه بالأدوار الجديدة التي أضحت تفرضها تحولات المجتمع والمحيط الدولي واقتصاد المعرفة.
واعتبر أن النتائج المحرزة على مستوى مشاريع تجديد منظومة التربية والتكوين تظل غير كافية، بالنظر للأهداف المرسومة، موضحا أنه رغم تحقق إنجازات ملموسة في تعميم التمدرس وإطلاق أوراش جديدة في المجالات البيداغوجية واللاتمركز وأساليب التدبير، فما تزال هناك بعض المشاكل المرتبطة بالهدر المدرسي والجودة ومضامين المناهج والبرامج وتكوين المدرسين، وكذا القيم التي تروج لها المدرسة.
وأبرز أن إنجاح الإصلاح التربوي يتطلب، على الخصوص، إعادة محورة المدرسة على المعارف الأساسية وترسيخ قيم المواطنة والتربية على الاندماج الاجتماعي، واعتماد مبدأ "الجامعة المفتوحة"، وتأمين الإنفاق العمومي المخصص للثقافة، وإنشاء أقطاب تكنولوجية، وتعميم تكنولوجيا المعلوميات في مختلف المجالات.
وشدد على أن المردودية الداخلية والخارجية للمنظومة التربوية للمغرب ضعيفة، مشيرا إلى أن المعطيات الإحصائية التي نشرها برنامج الأمم المتحدة للتنمية لسنة 2014 تفيد بأن التعليم في المغرب يظل العقبة الرئيسية التي تحول دون تحقيق أداء جيد في مجال التنمية البشرية.
وبدوره، أكد الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل السيد عبد الرحمان العزوزي أن إصلاح التعليم مسؤولية جماعية تتقاسمها الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، معتبرا أن إصلاح قطاع التربية والتعليم ينبغي أن يظل متواصلا لمواكبة التطورات التي يعرفها العالم.
وقال إن المحطات السابقة للإصلاح لم تحقق النتائج المرجوة لأنها لم تنطلق من استراتيجية واضحة.
وتمحور هذا اليوم الدراسي حول مواضيع تهم "إصلاح التعليم والتكوين.. بناء المستقبل" و"أزمة قطاع التعليم وآفاق إصلاحه" و"المنظومة التعليمية منذ الاستقلال بين الاستعجال والتوافق" و"إصلاح المنظومة التعليمية.. المسار والأفق" و"سمات المنظومة التعليمية الحالية وآفاق تطويرها".