المولد النبوي بالرشيدية..ابتهالات وامداح تفيض مسكا بنفحات ايمانية وصلوات ربانية في ذكرى نور الهدى

أخبارنا المغربية - و م ع

 

أذكار ربانية وأمداح نبوية في طقوس احتفالية روحانية مطبوعة بالتقوى والخشوع وتآلف القلوب تفيض مسكا في ملكوت السماوات كلما حلت ذكرى المولد النبوي الشريف باقليم الرشيدية.

فجريا على العادة المتبعة في كافة مناطق المغرب حيث يتم الاحتفال بعيد المولد النبوي من خلال إحياء كل جهة لموروثها الروحي والثقافي، يرسخ أهل تافيلالت وخاصة بمنطقة تنجداد الامازيغية ذات التقليد لتجديد الصلة بقيم وتعاليم الإسلام وترسيخا لروابطها بجذور هويتها الوطنية والدينية.

فمع بداية شهر ربيع الأول من السنة الهجرية، تنظم عدة جمعيات ومساجد أمسيات دينية وأخرى موضوعاتية، يتخللها الاستماع إلى آيات الذكر الحكيم وما تضمنه صحيح البخاري من أحاديث نبوية شريفة، إلى جانب أدعية وأمداح نبوية إحياء لذكرى ميلاد خاتم النبيين وإمام المرسلين.

وفي هذا الاطار قال محمد نصري، باحث في التراث المحلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، إن الحديث عن ذكرى المولد النبوي الشريف بقصر أسرير بتنجداد يرتبط بالعادات والطقوس التي ترافق هذه المناسبة الدينية، فبمجرد بزوغ هلال شهر ربيع الأول يهرع الرجال والأطفال إلى المساجد لإحياء ذكرى المولد النبوي وذلك بتلاوة مجموعة من القصائد في مدح النبي (ص)، يتفنن في ذلك نخبة من الحفظة يرددها وإياهم الحاضرون إما في قاعة الصلاة أو في غرفة من الغرف المخصصة لتلقين القران الكريم وتدريس علومه للمريدين، ويتم ذلك بين صلاتي المغرب والعشاء لينصرف الجمع بعد ذلك إلى دورهم وكلهم أمل في العودة إلى المسجد.

ومع بزوغ فجر الثاني عشر من ربيع الأول تقوم النساء بإعداد طعام الفطور، مرددات كلمات وكأنهن يبشرن أركان البيت جميعها بحلول ذكرى مولد الرسول الأعظم (ص) فيهتفن بأقوال وكلمات من مثيل (فرحمت اتغمرين هان سدي النبي انوناد) مليئات فضاء البيت بزغاريدهن التي تصم الآذان.

وبعد تناول وجبة الفطور يخرج الجميع في أبهى ثيابه لحضور مراسم (تامحطارت) التي تعطى انطلاقتها بساحة القصر (الجميعت) في موكب غفير يتقدمه الرجال الذين لا يفترون عن الذكر وترديد مجموعة من الأمداح والأشعار في مدح خير البرية على طول الطريق المؤدية إلى المقبرة التي يعقدون بها حلقة واسعة تحت شجرة الاتل (تكويت) الوارفة الظلال لرفع اكف الضراعة إلى العلي القدير بشتى الأدعية والتوسلات، ثم الطواف على جميع أضرحتها ومزاراتها وهم أشد ما يكون المبتهل خنوعا وخضوعا في تلك اللحظات التي تحفهم فيها ملائكة الرحمان في اعتقادهم وإيمانهم الراسخ.

وخلف هذا الموكب الديني توجد مجموعة من حاملي العصي يلوحون بها في الهواء وهم يقومون برقصات متنوعة بجلابيبهم المعقودة على مستوى الخاصرة، مترنحين كالثمالى ويرفسون بأرجلهم على الأرض، مثيرين بذلك النقع والغبار حولهم، والشرر يكاد يتطاير من أعينهم مرددين جملة من الأشعار شطرها الأول بالعربية والثاني بالامازيغية، منها: ابسم الله الشافي، نحرما ن نابي، حرما حرماه، أينا نتر نافي، أوا كتاغ التاسيع ... ويرددون أيضا: الصلاة على أمحمد المصطفى، يا خير ما خلق الله أنابينا والمرسلين.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات