"الجسور الثقافية بين المغرب ومصر" موضوع ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
أخبارنا المغربية - و.م.ع
احتضنت القاعة الرسمية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مساء أمس السبت، ندوة حول موضوع " الجسور الثقافية بين المغرب ومصر " نظمت ضمن فعاليات الدورة 46 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي انطلقت في بداية الأسبوع الجاري، وذلك بمشاركة سفير المملكة المغربية في القاهرة، محمد سعد الدين العلمي، وسفير مصر في الرباط، أحمد إيهاب جمال الدين، والأديب المصري يوسف القعيد.
وقد أبرز يوسف القعيد الذي أدار اللقاء في كلمة تقديمية عمق وتجذر العلاقات الثقافية والروحية بين المغرب ومصر وشعبيهما، مشيرا إلى أن حوالي 90 في المائة من الأضرحة في مصر هي لأولياء من المغرب وافتهم المنية فوق التراب المصري وهم في طريقهم إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج أو في طريق عودتهم منها، أو أثناء توقفهم بمصر لمرافقة كسوة الكعبة المشرفة التي كانت تنسج بمصر وترسل إلى مكة.
كما أبرز غنى التراث الحضاري المغربي، وانفتاح الثقافة المغربية على العديد من الثقافات الأخرى مع حفاظها على أصالتها، مشيرا في هذا الصدد إلى القدر الكبير من المتابعة للثقافة والفنون والإبداعات المصرية من قبل المغاربة.
ودعا يوسف القعيد المصريين إلى مزيد من الإقبال على الإنتاج الثقافي والفكري والفني المغربي الذي هو إنتاج متميز مشددا على مسؤولية النخبة المثقفة في التعريف بهذا الإنتاج ونقله إلى مصر.
ومن جهته سرد محمد سعد الدين العلمي، سفير المملكة المغربية في القاهرة، جملة من الوقائع التاريخية التي تشهد على متانة العلاقات بين المغرب ومصر، مؤكدا ان هذه العلاقات "تميزت دوما، منذ الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا، بقدر عال من التآخي، ومن التواصل العاطفي والروحي والفكري والثقافي".
وأعرب السيد محمد العلمي عن أسفه لكون العلاقات المغربية المصرية لم تنل القدر الكافي في مجال الأبحاث والدراسات الحديثة وخاصة منها القواسم والخصوصيات الثقافية المشتركة.
وأشار في معرض حديثه عن هذه القواسم المشتركة إلى وجود جامعة الأزهر بمصر وجامعة القرويين بفاس، اللتين عملتا على نسج علاقات خاصة بين البلدين عبر العصور من خلال تبادل زيارات العلماء والأفكار، وكذا إلى كون البلدين لهما وضعية خاصة في العالم العربي والإسلامي، فضلا عن أهمية الموقع الجغرافي لكل منهما، المغرب على البوابة الغربية للبحر الأبيض المتوسط ومصر في بابه الشرقي، وعن سمة الانفتاح والتحديث الذي أقدم عليه البلدان منذ وقت مبكر، والامتداد الإفريقي للبلدين.
وفي معرض حديثه عن العلاقات بين البلدين في التاريخ المعاصر، أشار سفير المملكة المغربية في القاهرة الى أن اللجنة العليا المشتركة بين المغرب ومصر هي الوحيدة على الصعيد العربي التي تم الارتقاء برئاستها (1997) من مستوى رئيسي الحكومتين في البلدين إلى مستوى قائديهما.
وخلص السيد محمد العلمي إلى أن التوجه نحو المستقبل في العلاقات بين البلدين أصبح يقتضي ضرورة الارتقاء بهذه العلاقات إلى شراكة استراتيجية تمتد إلى مختلف الميادين في نطاق القواسم المشتركة، مع الأخذ في الاعتبار التحولات التي يعرفها العالم والمحيط العربي والإسلامي والإفريقي والمتوسطي، مؤكدا أن " صفحة جديدة في هذه العلاقات تجري كتابتها اليوم في تطلع إلى الحاضر والمستقبل".
ومن جانبه أكد سفير مصر في المغرب أحمد إيهاب جمال الدين، أنه لا توجد كتابات معاصرة حول مصر أكثر مما هي عليه في المغرب سواء في الرواية أو أدب الرحلات أو السيرة الذاتية، مبرزا بدوره غنى وأصالة المخزون الحضاري المغربي وتعدد روافد الثقافة المغربية.
كما تحدث عن مدى التقدير الذي تحظى به الثقافة والفنون المصرية لدى المغاربة ، وتعاطفهم وتضامنهم الفطري مع الشعب المصري في كل الظروف ،وكذا عن الخصوصية التي طبعت العلاقات بين الدولتين المغربية والمصرية عبر التاريخ ، والدور الذي لعبته كل من جامعة الأزهر في مصر وجامعة القرويين في المغرب في التواصل الثقافي والروحي بين البلدين ونشر الإسلام المعتدل والمتسامح، فضلا عن الدعم المتبادل بين البلدين خلال فترة الكفاح ضد الاستعمار، ووقوف المغرب إلى جانب مصر في حربها ضد إسرائيل في عام 1973.
وفي هذا الصدد، دعا السفير المصري في الرباط إلى الحفاظ على تواصل ثقافي في الاتجاهين من أجل معرفة متبادلة ومتوازنة وإثراء الخصوصيات الثقافية المشتركة، وتقوية التعاون والتواصل بين المؤسسات الدينية في البلدين.
كما دعا وسائل الإعلام في البلدين إلى القيام بمسؤوليتها في الحفاظ على العلاقات بين البلدين وتقويتها.