الكتابة الساخرة" موضوع حفل تكريم الجواهري بالمحمدية
أخبارنا المغربية - و م ع
شكلت الكتابة الساخرة في الصحافة الوطنية موضوع حفل التكريم الذي نظمه مساء أمس بالمحمدية مركز أجيال 21 للثقافة والمواطنة لفائدة الكاتب والشاعر عبد الرفيع الجواهري.
وركز المشاركون في هذا الحفل الذي قام بتنشيطية الصحفي عبد الصمد بن الشريف، وساهم فيه كل من حسن أوريد وحسن طارق وعبد الحميد الجماهيري وجمال بودومة، على ركن "نافذة" الذي يملأ بياضه الجواهري بكتاباته الساخرة خلال ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي بجريدة الاتحاد الاشتراكي.
واعتبروا كتابات الجواهري، في هذا الركن، كتابة مفعمة بصور التعابير السياسية الساخرة المعبرة عن مرحلة من تاريخ المغرب إبان تلك الفترة، مشيرين إلى أن ناظم القصيدة الغنائية "القمر الأحمر" وغيرها، يعد ممن أبدعوا في مجال السياسة من خلال إدراج الشعر في العمل السياسي.
وذكروا في هذا السياق بتدوين الجواهري لثقافة جامع لفنا بمراكش حيث عمل على جمع هذا التراث الشفوي قبل أن تصنفه منظمة اليونيسكو تراثا شفويا إنسانيا في عام 2001.
وأشاروا إلى ان ركن "نافذة" الذي كان يطل من خلاله الجواهري مرة في الأسبوع، على مدى سنين عدة، كان بمثابة مسبار من أجل الوقوف على الحالة الراهنة التي يجتازها المجتمع وتجسدا لوظيفة المثقف بما يمثله، في قالب ساخر، من ضمير جمعي، مبرزين كذلك حاجة المجتمعات إلى أشخاص يقظين وإلى شجاعة المثقفين ، كل بأسلوبه، أثناء المعركة.
وأشار المحتفى به في هذه المناسبة إلى ظروف إدراج نافذته الساخرة، في الجريدة المشار إليها سلفا، والتي قال عنها إنها ظروف كانت فيها الحاجة ملحة للانتقال من روتين ضغط النقد السياسي المباشر البارز أعمدة الجريدة إلى خلق فسحة من الأمل عن طريق نماذج من الكتابة الساخرة القريبة من هموم واهتمامات العامة، التي هي، برأيه، ساخرة وفكاهية بالطبع.
وأوضح أن الكتابة الساخرة- وإن كان صاحبها لا ينجو من المساءلة، فهي تعد نمطا تعبيريا نادرا في المغرب. وقدم عددا من الأمثلة عن آداب السخرية في الثقافة العربية القديمة مثلما هو الشأن عند الشقيري الجاحظ والحطيئة.