اقليم سيدي افني : تدشين مشروع تزويد مجموعة من الدواوير بالماء الصالح للشرب عبر تقنية تجميع مياه الضباب
أخبارنا المغربية - و م ع
تم اليوم السبت بدوار تامروت بجماعة اثنين أملو باقليم سيدي افني، تدشين مشروع تزويد مجموعة من الدواوير والمؤسسات التعليمية بالماء الصالح للشرب عبر استعمال تقنية تجميع مياه الضباب.
ويتكون هذا المشروع الذي يشكل ثمرة 10 سنوات من البحث والتطوير، من 600 متر مربع من الشباك المنصوبة بجبل "بوتمزكيدا" التي تسمح بالتقاط الرذاذ (بمعدل 20 وحدة من 30 مترا مربعا) وخزانين بسعة إجمالية تصل إلى 500 متر مكعب وبئر، ومد ما يزيد على 9000 متر من السواقي ونظام للتصفية والتعقيم، بالإضافة إلى أربعة خزانات فرعية ومرصد للضباب.
وستوفر هذه التقنية المعروفة ب "حصاد الضباب"، الماء الصالح للشرب بمعدل يناهز 10 لترات في المتر المربع يوميا، لفائدة حوالي 400 شخص (80 أسرة)، بالإضافة إلى ضمان المياه لتوريد الماشية في هذه المنطقة التي تضم خمسة دواوير ومدرستين قرويتين ومدرسة عتيقة.
وأبرز عامل إقليم سيدي افني السيد صالح داحا في كلمة ألقيت نيابة عنه بهذه المناسبة أن هذا الانجاز الواعد سيساهم لا محالة في تعزيز الجهود المبذولة من طرف مختلف المتدخلين لتحسين ظروف عيش الساكنة القروية خصوصا وأن الاقليم يعاني من خصاص كبير في الموارد المائية.
وأضاف أن هذه التجربة الفريدة من نوعها في المغرب وشمال إفريقيا ستوفر موردا مائيا بديلا غير مستهلك للطاقة وذا جودة عالية لفائدة خمسة دواوير تابعة للجماعة القروية اثنين املو وذلك بالنظر إلى الظروف المناخية والطبيعية الملائمة المتوفرة بالمنطقة والمتمثلة في الضباب الكثيف وتواجد ضغط جوي مرتفع في محيط مائي ذي مياه بادرة بالإضافة إلى الحاجز الجبلي الذي يتراوح علوه ما بين 500 و600 متر فوق سطح البحر.
ومن جانبه، أبرز ممثل السفارة الامريكية بالمغرب السيد ماثيو لوسنهو بأن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعتز بمشاركتها في هذا الانجاز الذي يقدم أحسن مثالا على أن الحلول البديلة ممكنة لبعض الإكراهات كما هو الحال بالنسبة لندرة المياه.
ونوه في هذا السياق بالمجهود الذي بذلته "جمعية دار السي احماد للتنمية والتربية والثقافة"، حاملة المشروع، وبالمقاربة التشاركية التي تبنتها، من أجل ايجاد حل "عبقري" لمشكل الماء في منطقة صعبة الولوج وشبه قاحلة وجبلية".
وأشار بهذه المناسبة إلى الاتفاقية التي وقعتها الجمعية مع الوكالة الامريكية للتنمية الدولية مؤخرا بهدف ضمان الاستدامة لهذا المشروع وإعداد نموذج يساعد على نقل هذه التجربة إلى مناطق أخرى.
وبدوه، أبرز مدير وكالة الحوض المائي لسوس ماسة درعة السيد محمد فسكاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الضباب قليل الارتفاع الذي تتميز به منطقة سيدي افني يسمح عبر إنجاز شبكات من الخيوط التقاط مياهه، موضحا أن هذا الانجاز المهم الذي جاء بمبادرة من جمعية دار السي احماد للتنمية والتربية والثقافة سيساهم في تلبية بعض حاجيات الساكنة من الماء الصالح للشرب.
وسجل ان الوكالة ساهمت في هذه التجربة بموجب اتفاقية مع الجمعية، بإنجاز خزان مائي لجمع هذه المياه بسعة 500 متر مكعب. كما تقوم بعملية التتبع والتأطير التقني لهذا المشروع مؤكدا على أن الوكالة ستواصل العمل إلى جانب الجمعية من أجل تعميم هذه التجربة على باقي المناطق بإقليم سيدي افني الذي لا تسمح طبيعته الجيولوجية بتكوين طبقات مائية جوفية مهمة. حضر تدشين هذا المشروع الكاتب العام لعمالة اقليم سيدي افني ورؤساء المصالح الخارجية والمنتخبون وممثلون عن عدد من الشركاء والمانحين الدوليين.