العلاقات الروحية والثقافية بين المغرب وموريتانيا قديمة ومترسخة ومتعددة الأبعاد ( باحث موريتاني )
أخبارنا المغربية - و م ع
قال محمد الحنفي بن دهاه، منسق وحدة التصوف وأستاذ مادة الطرق الصوفية بقسم الفلسفة وعلم الاجتماع بجامعة نواكشوط، إن العلاقات الروحية والثقافية مع المغرب " قديمة ومترسخة ومتعددة الأبعاد".
وأكد الحنفي، في محاضرة ألقاها، مؤخرا بالمركز الثقافي المغربي بنواكشوط، حول موضوع "العلاقات الروحية بين المغرب وموريتانيا، التيجانية نموذجا " أن المملكة ظلت رافدا مستمر العطاء، ذلك أن أغلب الطرق الصوفية وصلت إلى موريتانيا من المغرب ومنها الطريقة التيجانية " التي وصلت إلينا من بلاد المغرب الأقصى لتكون هذه الحلقة مصدرا لنشرها جنوب الصحراء بل في عموم الحزام البشري الواقع في الساحل الإفريقي، وهذه خصوصية للتيجانية في موريتانيا أعطتها أهمية تاريخية واجتماعية خاصة ".
وأوضح أن الطريقة التيجانية أضحت تمثل إحدى الطرق الكبرى في العالم الإسلامي من حيث عدد المعتنقين ومن حيث قوة الأثر في الواقع الاجتماعي للشعوب.
وتطرق المحاضر إلى دخول الطريقة التيجانية إلى موريتانيا بعد اتصال خمسة من علمائها بالشيخ سيدي أحمد التيجاني بعد استقراره في مدينة فاس ، مستعرضا المحطات البارزة في حياة كل واحد من هؤلاء ومذكرا بأهم من أخذوا عنه سند الطريقة التيجانية .
كما أبرز المحاضر الخصوصيات المميزة للطريقة التيجانية عن مثيلاتها من الطرق الصوفية، ومنها كونها ابتعدت عن " النخبوية" ، فضلا عن اختلافها عن بعض الطرق في شكل ممارسة التدين حيث أنها تركز على البعد الجماعي للممارسة الدينية.
كما ذكر الحنفي دهاه، في محاضرته التي تتبعها جمع غفير من حملة العلم والفكر ورجال الفقه والأساتذة والباحثين ووزراء سابقين ، أن من خصائص الطريقة التيجانية كذلك أنها استطاعت أن تذهب بالتصوف إلى أعماق المجتمع فتحدث ظاهرة تدينية شعبية يستوي فيها الأمي والعالم والذكر والأنثى.
وأبرز الحنفي أن أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أحاط الطريقة التيجانية برعاية خاصة، من مظاهرها إعطاء جلالته تعليماته السامية بإقامة مؤتمرات دولية لتدارس شأن هذه الطريقة وترميم وتحديث "دار لمرايا"( مكان سكن الشيخ سيدي أحمد التيجاني ).
وقدم الحنفي، إمام الزاوية التيجانية في " انفني " بموريتانيا رؤية متكاملة عن العلاقات الروحية بين المغرب وموريتانيا باعتبار المغرب رافدا أساسيا من روافد التصوف الطرقي الذي وصل إلى موريتانيا،مركزا على الطريقة التيجانية باعتبارها نموذجا حيا لهذه العلاقات الروحية .