الدعوة إلى اعتماد مقاربة متكاملة لإشاعة قيم السلم والتصدي لخطاب العنف والكراهية (العبادي)

أخبارنا المغربية - و م ع

 

دعا الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، السيد أحمد العبادي، اليوم الأربعاء بأبوظبي، إلى اعتماد مقاربة علمية متكاملة الجوانب لإشاعة قيم السلم وتعزيزه في المجتمعات العربية والإسلامية، والتصدي لخطاب العنف والكراهية.

وأبرز السيد العبادي، في معرض تقديمه لدراسة حول "مفهوم السلم في الإسلام .. مبادئ التأصيل وآليات التعزيز"، في إطار الدورة الثانية لمنتدى "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، أن تحقيق السلم، ولاسيما في "البلدان المحترقة"، يتطلب مكافحة الفقر والقضاء عليه، لارتباطه الوثيق بالفتن والاضطرابات، وتعميم التعليم، وإنجاز مشاريع تنموية حضارية لفائدة الشباب.

كما يتطلب العمل من أجل تعزيز السلم، يؤكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، بلورة المضامين المتزنة والوسطية المعتدلة، ومراجعة مناهج التربية، بما يناسب تطور الحياة المعاصرة ومتطلباتها.

وشدد السيد العبادي، في هذا السياق، على ضرورة تفكيك خطابات "التشظية" (التمزيق والتفرقة) في المجتمعات العربية والإسلامية، والتي تحض على التفرقة والكراهية والتمييز باسم الدين الحنيف.

ولاحظ أن دراسة وتفكيك خطابات الجماعات التي تحث على العنف وتدعو إليه، يكشف عن استنادها في توجهها ذلك إلى ثمانية عناصر رئيسيةº وهي "نظرية المؤامرة، الاستعمار، إسرائيل، السطو على ثروات العالمين العربي والإسلامي، الإهانة التي يتعرض لها المسلمون في وسائل الإعلام الغربية، الكوكتيل العراقي،الأفغاني، البوسني، البورمي، الوسط الإفريقي.. إلى غير ذلك، المعايير المزدوجة، الغزو الفكري والقيمي والسلوكي".

وسعيا وراء تحقيق غايات نشر السلم والتصدي لخطاب العنف والكراهية، دعا الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء وسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات إلى الانخراط المثابر والجاد في هذا الورش الكبير.

وفي المقابل، شدد على مسؤوليات الساسة والمشرعين وأهل المسؤوليات المختلفة في بذل ما يلزم من جهد لتبني هموم الناس والتخفيف من معاناتهم ودعم التلاحم والتراحم من أجل الاضطلاع بتحقيق السلام وإشاعة الأمن والاطمئنان وتجاوز آفة التطرف والطائفية والفرقة والاختلاف.

كما أبرز السيد العبادي، في دراسته، أن جوهر السلم والسلام في الرؤية القرآنية، في ارتباطه بمبدأ التوحيد، يتجاوز معنى الحق الإنساني، ليصبح واجبا شرعيا وضرورة من ضرورات استقامة أمانة الاستخلاف والعمران الإنساني وحفظ الحقوق والمصالح الضرورية (الدين والنفس والعرض والعقل والمال).


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات