السيد الكثيري.. للدار البيضاء فضل السبق في احتضان الخلايا الأولى والتنظيمات السرية لمناهضة الاحتلال
أخبارنا المغربية - و م ع
قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، اليوم الاثنين، إن "حاضرة الدار البيضاء عرفت بسجل نضالها الخالد، ومهد المقاومة، ولها فضل السبق في احتضان الخلايا الأولى والتنظيمات السرية لمناهضة الاحتلال الأجنبي".
وأضاف السيد الكثيري، في كلمة بمناسبة الوقوف ترحما على شهداء التحرير بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، تخليدا للذكرى 63 لانتفاضة سابع وثامن دجنبر 1952، أن هذه المدينة أبلت البلاء الحسن في ملاحم الحركة الوطنية والمقاومة والتحرير، موازاة مع نضالاتها المجسدة للروح المغاربية ، ودورها الطلائعي في تمتين الأواصر بين الأشقاء المغاربيين.
واستحضر، في هذا السياق، انتفاضة الشغيلة العاملة بهذه المدينة وسكانها في مظاهرات حاشدة لاستنكار الفعلة الشنعاء التي ارتكبها المستعمر يوم خامس دجنبر 1952 باغتيال الزعيم النقابي التونسي والمغاربي فرحات حشاد.
وأضاف، في هذا الصدد، أن المناضلين المغاربة تعبؤوا وتظاهروا وقاوموا بالإضراب عن العمل وتجمعت أفواج منهم لإدانة المخططات الاستعمارية، من جهة، وللإعراب عن دعمهم للأشقاء التونسيين، من جهة ثانية.
وتابع أن "طلائع الوطنيين بالدار البيضاء هبت بمعية ساكنة هذه المدينة وشغيلتها ومختلف شرائحها في مظاهرات عارمة، منخرطين في مواجهات عنيفة ضد قوات الاحتلال المدججة بأحداث آلات القمع والتنكيل، لكن سلطات الحماية حاصرت العمال المغاربة والمواطنين بالشوارع والبيوت، فسقط منهم جرحى وشهداء رووا بدمائهم الزكية شجرة الحرية والأخوة المغاربية".
وقال إن مدينة الدار البيضاء لم تخلف موعدها مع التاريخ في مثل هذا اليوم من سنة 1952، حيث "أبان أبناء هذه الأرض الطيبة وإخوانهم بالعديد من ربوع الوطن للعالم عن تضامنهم الكامل مع الإخوة الأشقاء بالمغرب العربي، وأكدوا تآزرهم واتحادهم في مواجهة التكالب الاستعماري"، مشيرا إلى أن الأمة في حاجة لمثل هذه الأرواح الغالية لتوطيد الصرح المغاربي وتجاوز النزاعات المفتعلة والصراعات الهامشية التي تقف حجر عثرة في تحقيق الوحدة المغاربية المنشودة.
وقد وقف الحاضرون، بمناسبة تخليد الذكرى 63 لانتفاضة دجنبر 1952، من رجالات المقاومة وأعضاء جيش التحرير، وممثل للسفارة التونسية بالمغرب، أمام النصب التذكاري للترحم على أرواح شهداء الحرية والاستقلال والوحدة الترابية.