التشبيك بين المؤسسات العلمية في العالم الإسلامي ضرورة ملحة لمواجهة التطرف ( أحمد عبادي)
أخبارنا المغربية - و م ع
أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، السيد أحمد عبادي، أمس الأحد بمدينة الإسكندرية ، أن التشبيك بين المؤسسات العلمية في العالم الإسلامي يعد ضرورة ملحة لمواجهة التطرف.
وقال السيد عبادي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح مؤتمر تنظمة مكتبة الإسكندرية تحت عنوان "صناعة التطرف.. قراءة في تدابير المواجهة الفكرية" ، إن التشبيك بين المؤسسات العلمية والجامعات والمراكز البحثية في العالم الإسلامي، عن طريق حكامة شفافة ومنضبطة، أضحى ضرورة ملحة لمواجهة التطرف في السياق المعاصر، خصوصا المؤسسات الأصيلة، مثل القرويين العامرة، والأزهر الشريف، والزيتونة، وباقي المؤسسات العلمية، بمختلف ربوع العالم الإسلامي.
وأشار إلى أن العالم الإسلامي يزخر بالطاقات العلمية التي إذا ما وضعت لتنسيق جهودها الاستراتيجيات الخلاقة والمنهجيات التأطيرية المبدعة التي يتم تصريفها عبر هندسة برامج عملية ومتكاملة، فإنها ستكون كفيلة بالإسهام في النقض الوظيفي لدعاوى الإرهاب، والتطرف.
ودعا الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء إلى المواجهة العلمية المنهجية لادعاءات المتطرفين بإقامة الدولة الإسلامية، والتي أضحت تشكل مفاعلا استقطابيا لطوائف من شباب العالم، وذلك من خلال بناء دليل لقياس تنزيل المقاصد الشرعية الستة على أرض الواقع، عن طريق تفكيكها إلى مؤشرات شرعية واضحة قابلة للقياس.
وأضاف أن هذه المؤشرات قد قامت الرابطة المحمدية للعلماء ببلورتها وتتميمها برöفد من توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح السيد عبادي أنه في مثل هذه "الظروف الفتنوية " التي تمر منها الأمة، يعكف العلماء على تحرير المفاهيم والمصطلحات لرفع أنواع التلبيس والتحريف والتضليل التي تعتريها، "كما هو حالنا اليوم فيما يخص مقولات الجهاد، والدولة الإسلامية، والحاكمية، والولاء والبراء، ودار السلم ودار الحرب، ومفهوم الوطن، ومفهوم الفرقة الناجية"، وغيرها من المصطلحات والمفاهيم التي عملت الرابطة المحمدية للعلماء على إحصائها، وتصنيفها، وتفكيكها، و"تقديمها كما هي أرادها الشرع الحنيف، في حفظ وصون الدين من تحريفات الغالين، وانتحالات المبطلين، وتأويلات الجاهلين".
ويعرف هذا المؤتمر، الذي تنظمه (مكتبة الإسكندرية) على مدى ثلاثة أيام ، مشاركة خبراء في مجالات التطرف والإرهاب وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والإسلامية من 18 بلدا عربيا من بينها المغرب.
ويناقش هذا المؤتمر الفكري، الذي يندرج في إطار استراتيجية للمكتبة تروم عقد شراكات مع مؤسسات مماثلة في عدد من الدول لمكافحة ظاهرة التطرف، سبل مواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف التي أصبحت مستفحلة في الوطن العربي والإسلامي.