مرضى الروماتويد المفصلي بالمغرب يخلدون يومهم الوطني تحت شعار "عندما يصبح المستحيل ممكنا"
أخبارنا المغربية - و م ع
اختار مرضى الروماتويد المفصلي بالمغرب أن يخلدوا اليوم الوطني التاسع لهذا المرض المزمن بلقاء تحسيسي وتوعوي بالدار البيضاء تحت شعار "عندما يصبح المستحيل ممكنا".
وجاء هذا الاحتفال للتعريف بهذا المرض الذي يصعب تشخيصه بسهولة لتشابه أعراضه مع أمراض أخرى خاصة مرض الروماتيزم، ولتحسيس الجميع، من مرضى وفعاليات طبية ومدنية ومسؤولين عن قطاع الصحة بالمغرب، بضرورة القيام بحملات للتوعية بخطورة مرض الروماتويد المفصلي، وضمان التكفل بعلاجات المرضى التي تعتبر علاجات مكلفة وطويلة الأمد.
وفي هذا الصدد، أوضحت رئيسية الجمعية المغربية لمحاربة الرماتويد السيدة ليلى نجدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش هذا اللقاء التحسيسي الذي نظمته الجمعية مساء أول أمس الجمعة، أن هذه المبادرة تتوخى توفير المعلومات الكافية عن المرض، وتوجيه المرضى للعلاجات المناسبة لحالتهم المرضية، ومواكبتهم من خلال الدعم النفسي والاجتماعي، من أجل مساعدتهم على تحمل العزلة والآلام الناتجة عن الإصابة بهذا المرض.
وبعد أن أبرزت الآثار والنتائج السلبية لمرض الرماتويد وانعكاساته على الحياة النفسية والاجتماعية للمريض، وما يترتب عنها من ظواهر كالهدر المدرسي والإعاقة والطلاق والإصابة بالاكتئاب الذي يؤدي في أحيان كثيرة إلى الانتحار، شددت على أن المرضى في حاجة ماسة إلى دعم قوي من طرف الدولة خاصة على مستوى التكفل بالعلاج الطبي والمواكبة النفسية للمرضى الذين يعانون في صمت.
ونوهت إلى أن الإصابة بالروماتويد تجعل المريض في حالة شلل وظيفي يعجز معه عن القيام بأبسط الأعمال، وذلك بسبب التشوه الذي يصيب مفاصل الجسم، فيصبح بالتالي في حاجة دائمة إلى من يتكفل به، مع ما ينتج عن ذلك من مشاكل نفسية واجتماعية جمة للمريض.
واعتبرت أن الاحتفالية باليوم الوطني للمرض مناسبة للتذكير والتأكيد على جملة من المطالب الملحة، وفي مقدمتها الحق في تغطية شاملة من طرف جميع مؤسسات التأمين الصحي بدون استثناء، والدفع المسبق الشامل دون انتظار التعويض نظرا لارتفاع تكلفة العلاج، وتمكين المرضى الذين يخضعون لنظام الراميد من الاستفادة من المتابعة الصحية من خلال مجانية الأدوية والعلاجات الضرورية.
وفي شهادات مؤثرة لحالات مصابة بالروماتويد، أبرز عدد من المرضى المعاناة اليومية التي يلاقونها، سواء في ما يتعلق بالتكلفة المرتفعة للتشخيص والتحليلات الطبية والمتابعة العلاجية، ناهيك عن صعوبة تشخيص المرض، مما يحول دون اكتشافه في مراحل متقدمة، علاوة على الصعوبات التي يواجهونها في استخدام المفاصل المصابة، بسبب التشوه التي يطالها.
وشددوا على أن هذه الحالة، وما ينتج عنها من مشاكل اجتماعية بسبب عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات الاجتماعية والوظيفية، تجعل المرضى يدخلون في حالة من العزلة الاجتماعية والنفسية، يصعب الخروج منها دون مساعدة ومواكبة من طرف الأوصياء على قطاع الصحة بالمغرب ومجموع المتعاطفين مع المصابين بهذا المرض الذي ما يزال مجهولا لدى فئات عريضة من المجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أن مرض الروماتويد المفصلي عادة ما يرتبط باحمرار وسخونة وتورم وألم عند الملمس، ويمكن أن يصيب الالتهاب أي مفصل، لكن أكثرها إصابة هي التي تتحمل وزن الجسم، أي الأرجل و الركبة و الأرداف والعمود الفقري. كما يمكن أن يصيب مفاصل اليد.
ويتسبب التهاب المفاصل والآلام الحادة المصاحبة لها في عدم قدرة المريض على استعمال المفاصل الطبيعية المصابة، وهو ما يؤدي الى العجز والإعاقة.