من كوناكري إلى تافيلالت.. ركب الطلبة الغينيين نحو منابع المعرفة الدينية الأصيلة والمتسامحة
أخبارنا المغربية - و م ع
إحياء للهوية الروحية المشتركة والقيم الأخلاقية الإسلامية الأصيلة التي طبعت إفريقيا الغربية وشكلت عنصر ربط خاصة بين المغرب وجمهورية غينيا كوناكري، حل وفد طلابي غيني بمدرسة الإمام نافع للتعليم العتيق بكلميمة (الرشيدية)، حيث منابع المعرفة الدينية الأصيلة والمتسامحة.
ويتكون الوفد الغيني من 16 طالبا تتراوح أعمارهم بين سبع وستة عشر سنة يتابعون تعليمهم الديني وحفظ القرآن الكريم وتلقي علومه وقواعد اللغة العربية، برسم الموسم الدراسي 2016-2015 وفق برنامج زمني ودراسي محدد.
وتستغرق الدراسة بالتعليم العتيق ست سنوات بطور التعليم الابتدائي العتيق، وثلاث سنوات بكل من طور التعليم الإعدادي العتيق والثانوي العتيق والنهائي العتيق، ليحصل بعدها الطالب على "شهادة التزكية" من المجلس العلمي المحلي وبعدها "الشهادة العالمة" من جامعة القرويين.
وقال المندوب الجهوي للأوقاف والشؤون الاسلامية بجهة درعة تافيلالت السيد محمد الهجا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس المتعلقة بمد يد العون وإقامة التعاون المثمر بين المملكة المغربية وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء، التي تقدمت بطلبات التعاون في المجال الديني، خاصة تكوين الأئمة، قام الأمين العام للشؤون الدينية بجمهورية غينيا كوناكري خلال شهر نونبر الماضي بزيارة ميدانية لعدد من مدارس التعليم العتيق بالرشيدية للاطلاع على كيفية التدريس بها وذلك على اعتبار التجربة المغربية في الحقل الديني.
وأبرز السيد الهجا أنه وقع الاختيار على مدرسة الإمام نافع للتعليم العتيق بكلميمة، وذلك لموقعها الجغرافي ونوعية الطاقم الاداري والتربوي بها وكذا للأسلوب المتميز لتدبير شؤون التعليم العتيق بهذه الجهة، مشيرا الى ان المسؤول الغيني عبر عن ارتياحه لبرامج ومستوى التعليم العتيق واستعداده لإرسال وفد طلابي لحفظ القرآن الكريم وتلقي علومه بالطريقة المغربية الأصيلة.
وأشار في هذا الصدد الى ان تكوين الطلبة الغينيين بمدارس التعليم العتيق بالمنطقة علاوة على النقط المشتركة والتقاطع الفكري بين المغرب وغينيا كوناكري سيساهم لامحالة في ترسيخ الهوية الافريقية للمملكة وتعزيز الروابط المتينة وحضورها الديني في مختلف بلدان افريقيا جنوب الصحراء.
وأكد المسؤول الجهوي في هذا الاطار ان مناهج التدريس بالتعليم العتيق الذي يعد حصنا منيعا أمام موجات التطرف والغلو والانحراف العقائدي، ترتكز بالاساس على الكيفية وليس على الكمية والتي تبدأ بتلقين القران الكريم باعتباره العمود الفقري لهذا النوع من التعليم الذي يروم الحفاظ على الهوية المغربية التي يبقى أبرزها مشهد القراءة الجماعية للقرآن الكريم بالطريقة المغربية الصرفة (قراءة الحزب الراتب) الذي حفظت له حفظه في الصدور.
واعتبر المسؤول الجهوي ان ذلك يؤكد على نجاعة تجربة تدبير الشأن الديني بالمغرب ودورها في استقطاب مجموعة من الدول الإفريقية، التي بادرت إلى تقديم طلبات الاستفادة من النموذج المغربي في الحقل الديني، لما له من أهمية في تأمين الاستقرار الروحي والاجتماعي، مشيرا في هذا الاطار، الى أن منطقة تافيلالت مشهود لها عبر العصور بكونها شكلت مركز اشعاع ديني في مجال نشرها لقيم الاعتدال والتسامح الديني وفي مجال تلقين الذكر الحكيم وأصول الدين الاسلامي الحنيف والسنة النبوية الشريفة واللغة العربية وعلوم الشريعة والفقه على مذهب الامام مالك.