الفاعلة الجمعوية زهور تومي .. عندما تنبعث من رحم المعاناة حياة جديدة أمام ذوي الاحتياجات الخاصة (بورتريه)

أخبارنا المغربية - و م ع

 

من رحم المعاناة ومخاض الولادة انبعثت حياة جديدة من قلب زهور تومي، الأم التي ذاقت مرارة إعاقة فلذة كبدها محمد الذي شاء القدر أن يكون واحدا ممن أصيبوا بالشلل الدماغي.

حكاية فاعلة جمعوية كرست زهرة شبابها رغم ارتباطاتها المهنية في قطاع التربية والتكوين للسهر على تربية ابنها المصاب الذي بدت عليه علامات التأخر في النمو والتطور وهي أعراض ناتجة عن إصابة وتدمير لأنسجة الدماغ وهو لا يزال في مرحلة التطور والتكوين مما ينتج عنه مشكلة في الاشارات العصبية بين الدماغ والعضلات.

بداية اهتمامها بالعمل الجمعوي كانت سنة 1998 بانخراطها في جمعية اتحاد العمل النسائي- فرع الرشيدية ثم كعضوة داخل المكتب سنة 2001 ،ثم كمرشدة اجتماعية بالجمعية من 2006 الى 2012 ، تقول زهور التي ولجت عالم الاعاقة سنة 2005 بعد أن اكتشفت أن ابنها محمد يعاني من تأخر في النمو بسبب المعاناة التي عاشتها أثناء المخاض تسببت في انقطاع الاكسجين عن وليدها مما أصابه بمرض الشلل الدماغي.

من هنا بدأت المعاناة ، تكشف زهور، في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، حيث "لم أجد في ذلك الحين من يقف بجانبي كأم لا تعرف كيف تتعامل مع ابنها و لا مع المجتمع الذي أصبح ينظر اليها نظرة الشفقة و التأسف". طرقت أبواب المستشفيات بالرشيدية ومكناس والرباط والدار البيضاء بحثا عن بلسم لعله يداوي الجراح.

"كل أطفال الشلل الدماغي أبنائي" تكشف زهور بنبرة لا تخلو من آهات، فبعدما "كنت أفكر في ابني محمد وكيفية التعامل معه وهو الحامل لإعاقة الشلل الدماغي أصبح كل طفل يحمل اعاقة ابني وانتقل اهتمامي لكل أنواع الاعاقة من الشلل الدماغي الثقيل والخفيف الى التوحد الثلاثي الصبغي 21 أبحث لهم في كل سبل الادماج الاجتماعي والمدرسي والمهني".

عملها الجمعوي الذي لم تختره عن طواعية أثر على مسيرة زهور المهنية حيث كما تقول اختارت العمل بالإدارة بدل القسم حتى "أجد وقتا كافيا لاهتماماتي الجمعوية وهنا وجدت تفهم و مساعدة الاطر التربوية وخاصة مدير المدرسة التي اعمل بها " وهو ما أثر على محاولتها للتوفيق بين العمل والاسرة . "أجد نفسي أعمل على حساب راحة ابنائي وزوجي الذين احبهم واحييهم و اطلب منهم ان يسامحوني فلا استطيع العودة الى الوراء فما دمت حية لن اتخلى عن الدفاع عن حقوق الاشخاص في وضعية اعاقة".

فكرة العمل على تغيير نظرة المجتمع لذوي الاعاقة ، تؤكد الفاعلة الجمعوية التي شاركت في عدة لقاءات تواصلية للتعريف بدور الولوجيات في ادماج الاشخاص في وضعية اعاقة و حول التوحد وفي المنتدى العالمي لحقوق الانسان بمراكش والمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء ، جاءت بعد البحث عن جمعيات مهتمة بالموضوع من اجل المساعدة المعنوية واكتساب طرق و كيفيات التعامل مع ابني محمد ، حيث "لم اكن اجد الا النظرة الدونية للأسر ذوي الاطفال في وضعية اعاقة".

الإصرار على التحدي وكسب الرهان انبثق عنه تأسيس "جمعية شمس لأسر وأصدقاء الاطفال في وضعية اعاقة " تقول الفاعلة الجمعوية، حيث بدأت أبحث في مجال الاعاقة و أدرس واستفدت من مجموعة من الدورات التكوينية في مجال الاعاقة في مجالات مبادئ اتفاقية حقوق الاشخاص في وضعية اعاقة و كيفية التعامل مع الاطفال في وضعية اعاقة و التواصل ودينامية الجماعة و التخطيط الاستراتيجي و الترافع و بناء المشاريع ومعايير الولوجيات.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة