الدعوة بالدار البيضاء إلى جعل الثقافة والفنون من ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب(ندوة)
أخبارنا المغربية - و م ع
دعا مشاركون في ندوة نظمت اليوم الجمعة بالدار البيضاء حول الفن كمحفز للتنمية الذاتية والمجتمعية إلى جعل الثقافة والفنون من ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب.
وذهب هؤلاء المشاركون في مداخلات قدموها خلال ضمن ندوة افتتاحية لفعاليات الجامعة الشعبية الأولى، التي تنظمها جمعية المركب الاجتماعي أم كلثوم بسيدي مومن على مدى يومين في موضوع "الفن كمحفز في حياة الفرد وإدماجه في المجتمع"، إلى أن الثقافة والفن في العصر الراهن لم يعودا شأنا يهم فئة بعينها أو طبقة بحد ذاتها، وليسا مظهرا من مظاهر الرفاه الاجتماعي، بل أصبحا ضرورة مجتمعية لتحقيق الارتقاء لكافة أفراد المجتمع بمختلف انتماءاتهم الفكرية والاجتماعية.
وأبرزوا في هذا الإطار أن من شأن تعميم الحق في الولوج إلى الثقافة، ودمقرطة الممارسة الإبداعية بكل تمظهراتها، خاصة داخل الأحياء المهمشة، وانطلاقا من المؤسسات التعليمية، أن يسهم في تحقيق التوازن داخل المجتمع، والقضاء على مختلف أشكال التطرف سواء منه الفكري أو السلوكي.
وأجمعوا على أن كسب هذا الرهان مرتبط بتكريس قيم الانفتاح والتعايش والقبول بالآخر، والاهتمام بالثقافات المغايرة دون التمترس خلف دعاوى الحفاظ على الخصوصيات المحلية، إذ إنه في ظل نظام معولم ومفتوح، برأيهم، يصعب الارتكان إلى الانغلاق، بل بات من الضروري التفاعل مع المتغيرات الثقافية العالمية، مع السعي إلى تحقيق تلاقح متوازن بين القيم الثقافية الكونية والثقافات المحلية بكل خصوصياتها.
واعتبروا أنه رغم هيمنة قيم مادية متوحشة، وعلو صوت المال والاقتصاد والنزعة الفردانية، فإن العالم لا يمكنه أن يتخلى عن الفن والثقافة كحاجة روحية إنسانية، وعن الاحتكام إلى قيم الإبداع الكونية، منوهين إلى أن الثقافة ستظل هي الجسر الآمن نحو بلوغ الرقي الأخلاقي والسمو الإنساني، وترسيخ قيم ومبادئ التسامح والتعايش مع الاختلاف.
ومن جهتهم، أكد المنظمون في كلمة لهم بالمناسبة أن تنظيم جامعة شعبية تعنى بقضايا الثقافة والفنون بمنطقة سيدي مومن يأتي في سياق الأنشطة التي تقوم بها الجمعية من أجل تعزيز التربية والتكوين وتشجيع الثقافة بهذه المنطقة التي تواجه عدة تحديات على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وأضافوا أنه من خلال مثل هذه المبادرات يمكن الإسهام في إعداد الشباب، وإدماجهم في المجتمع المدني لتطوير قدراتهم الإبداعية، وتمكينهم من آليات تتيح لهم المشاركة في تنمية محيطهم الاجتماعي، وتغيير الصور النمطية التي ظلت لسنوات لصيقة بفئة الشباب، خاصة منهم المنحدرين من أحياء في وضعية هشة، وحصرهم في خانة الانحراف والتطرف، وذلك عبر إبراز الكفاءات والمؤهلات التي تتمتع بها هذه الفئة من المجتمع.
ويتضمن برنامج الجامعة تنظيم معرض للإبداعات اليدوية، وعرض الشريط السينمائي "مسافة ميل" للمخرج المغربي المقيم في الديار الكندية سعيد خلاف، وورشات فنية وأخرى تخص تنمية المشاريع، علاوة على موائد مستديرة، وحفل فني لاختتام فعاليات هذه الجامعة.
وستشهد هذه الفعاليات مشاركة أسماء وفعاليات ثقافية لها وزنها في المشهد الثقافي الوطني، ومنها الفنانة أوم، وعمر السيد، وأمين الناجي،وأسماء الخمليشي، ورجاء لطفين، وسعيد خلاف.
يشار إلى أن الندوة الافتتاحية للجامعة، التي قام بتنشيطها رئيس مؤسسة ثقافات العالم السيد ادريس العلوي المدغري، عرفت مشاركة كل من السادة ادريس المنصوري رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والسيد حسن الصميلي مدير قطب البحث والدراسات بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والمندوبة الجهوية لوزارة الثقافة بالدار البيضاء السيدة حفيظة خيي، إلى جانب السيد محمد برادة عن مؤسسة الغالي برادة، التي تشرف على المركب الاجتماعي أم كلثوم، والمركب الثقافي الغالي بحي سيدي مومن.