اليوم العالمي للمتطوعين .. مناسبة للاحتفاء بجنود الخفاء والحث على روح الإيثار
أخبارنا المغربية - و م ع
يعتبر اليوم الدولي للمتطوعين، الذي يصادف الخامس من دجنبر، مناسبة لتسليط الضوء على فئة نذرت نفسها لخدمة الإنسانية، بصفة عامة، ومجتمعاتها، بصفة خاصة، وفرصة لتشجيع الآخرين على السير على دربهم والتحلي بروح الإيثار والعطاء.
والعمل التطوعي، باعتباره سلوكا إنسانيا واجتماعيا يمارسه الفرد من منطلقات أخلاقية أو اجتماعية أو إنسانية، يساهم في تخفيف العبء على كاهل الحكومات والمؤسسات الرسمية كونه عاملا حاسما في إيجاد حلول على المستوى المحلي لقضايا اجتماعية (التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والماء الصالح للشرب) تقتضي تظافر جهود الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وانطلاقا من أهمية التطوع كأحد شروط التنمية المستدامة، فإن الاحتفال باليوم العالمي للمتطوع يشكل فرصة أخرى لإذكاء الوعي بأهمية هذه الممارسة الإنسانية التي لا تعود بالنفع على المجتمع فقط، بل هي مصدر إثراء للمتطوعين أنفسهم يكتسبون بفضلها مهارات حياتية ومهنية تعزز قدرتهم على القيادة والمشاركة، فضلا عن توسع نطاق معارفهم الخاصة وتقوية قدراتهم التنظيمية والإدارية وتطوير مهارات التواصل مع الآخرين.
وثقافة التطوع في المغرب راسخة وليست وليدة اليوم، وتستند إلى مرجعية دينية وثقافية للمجتمع المغربي، ما مكن جمعيات المجتمع المدني من تعبئة متطوعين من أجل المساهمة في محاربة الأمية والدعم المدرسي وتحسين ظروف عيش ساكنة العالم القروي، فضلا عن الأنشطة التوعوية في مجالات مختلفة كالبيئة والصحة.
وتؤكد هذه المبادرات المبتكرة التي يقوم بها المتطوعون على الصعيد الوطني في مختلف المجالات الدور المحور الذي بات يضطلع بها العمل التطوعي في المساهمة في مسار التنمية، وجمع المعلومات ذات الطابع الاجتماعي قصد توظيفها للتخطيط وتقييم نجاعة السياسات العمومية وأثر المشاريع التنموية.
لكن العمل التطوعي بالمغرب يشهد توزيعا مجاليا غير متكافئ للمتطوعات والمتطوعين النشيطين حسب دراسة سابقة أنجزتها وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن حول الجمعيات التنموية في المغرب، والتي سجلت كثافة للعمل التطوعي بجهات معينة (سوس-ماسة والدار البيضاء -سطات، والرباط- سلا -القنيطرة، ومراكش-آسفي)، على الرغم من وجود الجمعيات في الجهات الأخرى من تراب المملكة لكن ليس بنفس القوة.
ويشكل تخليد اليوم العالمي للمتطوعين في المغرب فرصة للتعريف بالتطوع، ومناسبة لتشجيع الإقبال عليه والحث على المشاركة المدنية وروح للتضامن، فضلا عن التعريف بالفاعلين في مجال التطوع بالمغرب وإثارة اهتمام الفاعلين المؤسساتيين المغاربة بالتطوع، والتعريف بآثاره الإيجابية.
على المستوى الحكومي، يحظى التطوع في المغرب بأولوية من خلال إدراج قانون له في المخطط الحكومي التشريعي لسنة 2014، وكذلك في إطلاق برنامج تنمية التطوع من طرف وزيارة الشباب والرياضة في مطلع سنة 2013.
كما جعلت اللجنة الوطنية المكلفة بإدارة الحوار الوطني حول المجتمع المدني من التطوع موضوعا للحوار وإبداء الرأي والاقتراح في شؤون تنظيمه وتقنينه، وبالتالي إنجاز مخرجات في شأنه، ونظمت بخصوصه ندوات موضوعاتية.
يذكر أن الجمعية العامة لأمم المتحدة اعتمدت اليوم العالمي للتطوع من خلال القرار 40/212 يوم 17 دجنبر 1985. ومنذ ذلك التاريخ انضمت الحكومات ومنظومة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني إلى المتطوعين حول العالم للاحتفال لتخليد هذا اليوم في شهر دجنبر.
ودعت الجمعية العامة، في هذا القرار، الحكومات إلى الاحتفال سنويا بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في 5 دجنبر، وحثت على اتخاذ تدابير لزيادة الوعي بأهمية إسهام الخدمة التطوعية، وبالتالي تحفيز المزيد من الناس في جميع مناحي الحياة على تقديم خدماتهم كمتطوعين، سواء في الداخل أو الخارج.