خبراء مغاربة وأجانب يبرزون القيمة العالمية الاستثنائية للتراث العمراني لمدينة طنجة

أخبارنا المغربية - و م ع

 

أبرز خبراء مغاربة وأجانب، اليوم الاثنين بطنجة، القيمة العالمية الاستثنائية للتراث العمراني لمدينة البوغاز، خصوصا موقعها الجغرافي الاستراتيجي وتاريخها وتراثها العمراني والمعماري المتميز.

وفي هذا الصدد، قال كريم هنديلي، المختص في برنامج وحدة الدول العربية بمركز التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، خلال أشغال ورشة التفكير الثانية حول "مشروع إدراج مدينة طنجة ضمن التراث العالمي الإنساني" ل(اليونيسكو)، إن "التراث العمراني التاريخي لطنجة يعكس تاريخا فريدا من المستوطنات البشرية الساحلية التي يعود تاريخها لعدة آلاف من السنين، خصوصا موقعها الاستراتيجي على مفترق الطرق بين القارتين الإفريقية والأوروبية، وبين البحرين، المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، والذي ساهم في ظهور تنوع رائع من الثقافات والمعتقدات تجسد من خلال تراث مادي وغير مادي متفرد".

وأبرز السيد هنديلي أن مدينة طنجة التي تقع على طول الساحل، تشكل نقطة عبور ضرورية للتبادل التجاري وتدفقات الهجرة، كما تعد مركزا تاريخيا في صلب التنافس والرهانات الديبلوماسية والتجارية والعسكرية العالمية، وفضاء للتبادل والتعايش، وأيضا مصدرا للروحانية والابتكار.

وأوضح أن المواقع الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وكذا الموقع ذا الأهمية البيولوجية والايكولوجية، كاب سبارتيل، والحديقة الحضرية "بيرديكاريس"، والجبل القديم، وهضبة مارشان، والمدينة العتيقة، والميناء، وخليج طنجة، وهضبة الشرف، وكاب مالاباطا، كلها تحتوي على العناصر التي تشكل البيئة الحضرية المتميزة لمدينة طنجة، داعيا إلى حماية هذه الآثار والحفاظ على مدينة البوغاز.

من جهة أخرى، أكد المسؤول الأممي أن إدراج موقع طنجة ضمن التراث العالمي الإنساني لليونيسكو يجب أن يساهم في تطوير التنمية الإقليمية وتحفيز الاعتراف وتأهيل التراث العمراني الاستثنائي للمدينة.

من جانبه، ذكر بيرنار توليي، الخبير لدى اليونسكو، أن هذا اللقاء يعد فرصة لتقييم العمل المنجز منذ انعقاد ورشة العمل الأولى شهر نونبر الماضي بطنجة، وتقديم المساعدة العلمية والتقنية للفريق المكلف بمشروع إدراج طنجة ضمن التراث العالمي لليونسكو، في خطوة أولى من أجل وضع التراث العمراني لمدينة طنجة على القائمة الأولية للتراث العالمي وإعداد الخطوات اللاحقة لمشروع إدراجها في لائحة التراث العالمي.

وفي هذا السياق، أشار الخبير إلى أن الدورة الأولى لهذه الورشة الدولية مكنت من تحديد الموقع المتميز للمدينة، والسمات المتعلقة بالمكان الجغرافي، ومفهوم المشهد الحضري التاريخي والتراث الثقافي (الحضري والمعماري)، واللامادي (تحديد الطابع الحضري)، لافتا إلى أن فريق المشروع تمكن من تحديد عدد من المؤهلات التي تشكل عناصر قوية لإبراز القيمة العالمية لهذا التراث.

ويتضمن برنامج الورشة، التي ستستمر أشغالها على مدى يومين، والمنظمة من طرف منظمة (اليونيسكو) في إطار شراكة بين وكالة إنعاش وتنمية الشمال، وولاية طنجة- تطوان- الحسيمة، ووزارة الثقافة، مناقشة العديد من المواضيع، من بينها "التراث المدرج والمسجل لمدينة طنجة"، و"القيمة التراثية لما تتوفر عليه طنجة، مخزون يجب استغلاله"، و"النتائج العلمية لورشة العمل الأولى والمحاور التي يجب تطويرها"، و"القيمة العالمية الاستثنائية وإمكانات مدينة طنجة ومميزاتها".

ويشارك العديد من الشركاء الرئيسيين بشكل مباشر في هذا المشروع من خلال لجنة فنية، من بينهم جماعة طنجة، والوكالة الحضرية، والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة السياحة، فضلا عن المجتمع المدني.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة